كنت بمجلس قضاء الوادي انتظر جلستي للمرافعة فإذا بي شابة في العشرينات من العمر ومعها فتاة صغيرة لا تتجاوز سن الحادية عشر تقترب مني وتسألني بصوت خافت مع حياء شديد.
معذرة أستاذ، هل أنت هو المحامي الزاهي السعيد. قلت: نعم، من السائلة؟
قالت: أنا ابنة الحراكي المحبوس منذ عام تقريبا لنشره في الفايسبوك مناشير عادية وانه والله مظلوم وجلسته برمجت للأسبوع القادم وأريدك أن تدافع عنه ربما يكون الفرج على لسانك كما أفرج البارحة عن مسجون مثله متابع بنفس تهمه.
قلت لها، وما هو وضعكم وأحوالكم؟ قالت والله يا أستاذ أنا طالبة احضر الدكتوراه في جامعة بولاية شمالية ولا يمكنني الالتحاق بها لأن بعد سجن أبي أصبحت مسؤولة على أمي وأختي الصغيرتين ولا معيل لهم غيري.
قلت لها: لا أعدك ولكن سأحاول لأنني مضطر للعودة إلى العاصمة لالتزاماتي المهنية الكثيرة بما فيها مظلومين أخرين مثل أبيك.
تركت البنتين وقلبي يتعصر خاصة حينما أمعنت النظر في ابنته الصغرى، ورأيت في عينيها شوق الطفلة لأبيها و يا له من شوق اليم وأنا الذي أعيشه منذ سنوات.
تبا لكل من تسبب في حرمان أطفال من آبائهم لمجرد انهم عبروا عن الحقرة والظلم.
بقلم المحامي سعيد زاهي