قضت محكمة إدارية ألمانية بأن الجزائري، عبد الكريم بن جيرو سجيراري، لن يحصل على وضع اللاجئ في ألمانيا. لكن طالب اللجوء الشاب يخشى على أمنه وحياته في وطنه لأنه مثلي الجنس.
رفضت المحكمة الإدارية في فرانكفورت يوم الثلاثاء 23 أوت الدعوى المرفوعة من قبل عبد الكريم بنجيريو سجيراري، شاب مثلي يبلغ من العمر 35 عامًا، لجأ إلى المحكمة رافضاً قرار المكتب الاتحادي الألماني (BAMF)الذي امتنع عن قبول طلب اللجوء الذي قدمه له سابقاً. مما كان يعني مواجهة عبد الكريم لقرار الترحيل.
بنجريوسجيراري، كان مدافعاً عن حقوق اللاجئين من مجتمع الميم، وتحدث عن اضطهادهم في الجزائر في وسائل الإعلام وفي المناسبات العامة.
“أنا خائف على حياتي، لا أعرف ما سيحدث. يمكن أن تتم ملاحقتي مرة أخرى. كما يمكن أن أُقتل، الأمر ممكن وسهل للغاية ،” قال عبد الكريم في تصريحات لـHessian Broadcasting ، بعد حكم المحكمة.
عادت عائلة عبد الكريم إلى الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي، بعد أن فشلت في الحصول على حق اللجوء في ألمانيا. يتحدث سجيراري حالياً الألمانية بطلاقة ويقوم بتدريب مهني كفني كهربائي.
تم رفض طلب اللجوء الأول الخاص بسجيراري في مارس 2020. وقال المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين حينها بأن المخاطر التي يتعرض لها أفراد مجتمع الميم في الجزائر، ليست خطيرة بما يكفي لتوقع “اضطهاد ينتج عنه حق حماية اللاجئين”.
وقام الشاب الجزائري بإجراءات قانونية ضد القرار الذي تم اتخاذه ، في المحكمة الإدارية في فرانكفورت، في فيفري 2021. وقال مؤخرًا في المحكمة إنه لم يعد يريد العيش في الخفاء. وزعم محاميه أنه تم اعتقال 80 شخصًا من مجتمع الميم في الجزائر منذ رفض طلب اللجوء الأول الذي قدمه موكله.
قاضي المحكمة الإدارية الذي اتخذ قراره هذا الأسبوع، اعتبر بأن الشروط الأساسية للحكم بقبول إجراء اللجوء غير متوفرة. كما اعتبرت المحكمة أنه لم يكن هناك فرق بين طلب العام الماضي طلب عام 2020، وقد تكفل القاضي نفسه بملف طلب اللجوء الأول والثاني.
وصرح كنود فيخترستين، منسق شؤون اللاجئين المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا Aids-Hilfe Frankfurt (Aids Support Frankfurt) ، لـ Hessian Broadcasting أن رهاب المثلية منتشر في المجتمع الجزائري.
علاوة على ذلك، فإن الاعتداءات بالعنف النفسي والجسدي بما في ذلك القتل ليست شائعة في البلد بل حقيقة. بالنسبة للمثليين في الجزائر، من المستحيل التماس الحماية من الشرطة، حيث يوجد تهديد دائم بإمكانية تكرار الهجمات أو الاعتقال، وفقًا لفيخترشتاين.
الجزائر “مجتمع محافظ وغير متجانس”، حسب ما أقرته المحكمة الإدارية. ورغم ذلك، رفضت المحكمة الحكم لصالح عبد الكريم على هذا الأساس، ومنحه حق اللجوء بسبب مثليته.
وقال محاميه إن بنجريو سجيراري يريد الاستمرار في معركته القانونية. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، يتعين عليه أولاً طلب الإذن باستئناف الحكم، وهو ما يعتزم عبد الكريم فعله.
(د ب أ)/ م.ب