أصدرت محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، اليوم الثلاثاء، الأحكام في قضية بث قناة الأجواء “محتوى مخل بالحياء”.
وقضت المحكمة “بعام حبس نافذ منه ستة أشهر موقوفة النفاذ” في حق كل من مسيرة القناة، الصحفية (ح.أ.ب)، المتواجدة تحت الرقابة القضائية، ورئيس التحرير، الصحافي (ب.ن)، الموجود رهن الحبس المؤقت.
فيما أدانت ذات الجهة القضائية المدير العام للقناة، المدعو زوبيري بوشاقور، والمتواجد في حالة فرار، “بثلاث سنوات سجن نافذة مع أمر بالقبض عليه”.
وجاءت هذه الأحكام بعد أن وجهت للمتهمين تهم “تحريض قاصر على الفعل المخل بالحياء”، وفقا لنص المادة 334 من قانون العقوبات، “وعرض فيديو إباحي”، وقفًا للمادة 333 مكرر.
وتعود تفاصيل القضية إلى سهرة الأحد 13 نوفمبر 2022، أين عرضت قناة “الأجواء” فيلم “لعبة الموت”، لأيقونة أفلام القتال “بروس لي”، والذي تضمّن مشهداً عاطفياً جمع بين بطلي الفيلم، ظهرت فيه الممثلة عارية الصدر لثواني، لكن تلك الثواني كانت كفيلةً بخلق موجة متصاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي من المحافظين الجزائريين المطالبين بتوقيع أقصى عقوبة في حق مرتكبي تلك “السقطة”، على حد تعبير أحدهم.
هذه المطالبات لاقت صدى لدى سلطة ضبط السمعي البصريAMP (الجهاز الرقابي المنوط به مراقبة الإعلام)، فأصدرت قرارها بإغلاق قناة “الأجواء” نهائياً. بسبب ما اعتبرته “بثا لمحتوى مخل بالحياء يتنافى مع قيم المجتمع الجزائري وديننا الحنيف”
وجاء في البيان “انطلاقا من مهام وصلاحيات سلطة ضبط السمعي البصري الضبطية والرقابية على المشهد السمعي البصري وبناء على ما يخولها القانون المتعلق بنشاط القطاع, فقد سجلت سلطة ضبط السمعي البصري خروقات مهنية وأخلاقية من قبل قناة الأجواءAMP تتعلق أساسا بعدم احترام خصوصيات المجتمع الجزائري وكذا متطلبات الآداب العامة من خلال بثها لمحتوى خادش للحياء ومشاهد تتنافى والقيم الاجتماعية”.
“وحرصا منها على ضمان احترام مقتضيات قوانين الجمهورية وتنظيماتها سارية المفعول, فإنها تقرر الوقف الفوري والنهائي لقناة الأجواءAMP ابتداء من تاريخ صدور هذا البيان وتطلب من الجهات المعنية تنفيذ هذا القرار”, يضيف المصدر ذاته.
من جانبها، التزمت القناة بقرار السلطات، وأصدرت بياناً حمل صيغةً عاطفيةً أعلنت فيه تقبلها للقرار واعتذرت للجمهور الجزائري عن ذلك الخطأ الفادح على حد تعبيرها، مشيرةً إلى التزامها بالخط الوطني، ودفاعها عن الجزائر والجزائريين.
من جهتها استنكرت حينها منظمة مراسلون بلا حدودAMP قرار السلطات الجزائرية التوقيف النهائي لبث القناة التلفزيونية الأجواءAMP الفضائية، بسبب بثها لمشاهد اعتبرت “مخلة بالحياء”.
وقالت المنظمة التي تهتم بحرية الصحافة والتعبير في العالم، انها “تستنكر العقوبة غير المتناسبة”. داعية “سلطة الضبط السمعي البصري إلى إعادة النظر في قرارها”.
بالتوازي مع غلق قرار سلطة الضبط بالغلق النهائي القناةAMP، تحركت الضبطية القضائية لفتح تحقيق في القضية، إذ داهم في 15 نوفمبر 2022 أعوان فصيلة البحث والتحري لدى الدرك الوطني، بباب الجديد بالعاصمة، مقر القناةAMP بحضور رئيس التحرير ومسؤولة الإدارة. وبعد التحقيق معهما طيلة النهار، تم اخلاء سبيلهما بعد الحصول على مقطع الفيديو المثير للجدل”.
وهذا قبل ان “يتلقى المعنيان اتصالًا ثانيا مساء 16 نوفمبر للتقدم أمام مصالح الدرك الوطني صبيحة يوم 17 نوفمبر، ليتقرر تقديمهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد الابتدائية، الذي أمر بإحالتهما على قاضي التحقيق الذي قرر وضع رئيس التحرير رهن الحبس المؤقت والمسيرة تحت الرقابة القضائية مع استدعاء ثلاثة صحفيين آخرين”.