زار المفوض السامي الأسترالي لدى المملكة المتحدة ستيفن سميث مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج المسجون في بريطانيا.
ولا يزال أسانج يواجه اتهامات بالتجسس في الولايات المتحدة ويقبع في سجن بلمارش بلندن الذي ظل محتجزا فيه منذ عام 2019 أثناء محاولة وقف ترحيله للمحاكمة.
هذه هي المرة الأولى منذ نوفمبر 2019 التي يقبل فيها أسانج زيارة قنصلية، والمرة الأولى التي يلتقي فيها بالمفوض السامي الأسترالي خلف القضبان.
وقال سميث لشبكة ABC وهو في طريقه إلى السجن يوم الثلاثاء إنه “من المهم للغاية أن تكون الحكومة الأسترالية قادرة على الوفاء بالتزاماتها القنصلية”.
وأضاف المفوض السامي: “أنا حريص للغاية على إجراء محادثة معه، والتحقق من صحته ووضعه، وآمل أن تصبح الزيارات المنتظمة سمة من سمات العلاقة مع السيد أسانج في المستقبل”.
يحرص أسانج على الحصول على دعم دبلوماسي من أستراليا في معركته لتجنب تسليمه إلى الولايات المتحدة وإطلاق سراحه من السجن.
بعد زيارته لم يعلق سميث على ما إذا كانت هذه المسألة قد نوقشت مع أسانج.
وقال في بيان، “وفقا للممارسات القنصلية المعتادة، وكما تم الاتفاق مع السيد أسانج، لا أنوي التعليق على أية تفاصيل عن اجتماعنا”.
من جهتها أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود أن ممثلَين عنها مُنعا من زيارة مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، في سجنه في لندن، رغم حصولهما على “موافقة رسمية”، بينما أكدت زوجته المحامية ستيلّا موريس أن صحته من سيئ إلى أسوأ.
وكتبت مديرة العمليات والحملات في “مراسلون بلا حدود” ريبيكا فنسنت، على “تويتر” الثلاثاء: “كان يفترض أن تكون مراسلون بلا حدود اليوم أول منظمة غير حكومية تزور ناشر ويكيليكس جوليان أسانج، في سجن بلمارش. استغرقنا التجهيز لهذه الخطوة شهورا. وحصلت مع كريستوف ديلوار (الأمين العام للمنظمة) على تأكيد بشأن الزيارة عند التاسعة والربع صباحاً، لكن إدارة السجن منعتنا من الدخول في اللحظة الأخيرة”.
وأضافت فنسنت أن المنظمة جهزت كافة الوثائق والمستندات اللازمة لإجراء الزيارة، لكن إدراة السجن ألغتها في اللحظة الأخيرة “بعدما تلقت معلومات بأنهما صحافيان (هي وديلوار)”.
لكنها أوضحت: “مراسلون بلا حدود تدافع عن الصحافيين. بعض زملائي لديهم خلفيات صحافية. لكننا نعمل كمنظمة غير حكومية لدعم الصحافيين. ستكون زيارتنا للسجن بصفتنا منظمة غير حكومية وليست صحافية. كما أنني لم أعمل في الصحافة ولم أحمل بطاقة صحافية يوماً”.
وأكدت أن المنظمة ستواصل جهودها للقاء أسانج، وطالبت إدارة السجن باحترام حقه في الزيارات.
وأفادت فنسنت بأن أسانج “عُزل بشدة خلال السنوات الأربع التي قضاها في سجن بلمارش. لم تكن الزيارات ممكنة لمدة عامين أثناء جائحة كوفيد-19. زارته قلة من خارج عائلته المباشرة. لم يُسمح له بمغادرة السجن، حتى للتوجه إلى المحكمة، وذلك منذ جلسة الاستماع التي عقدت في 6 يناير 2021”.
أسانج (51 عاماً) مطلوب لدى السلطات الأميركية في 18 تهمة، من بينها التجسس، لنشر “ويكيليكس” مجموعة كبيرة من السجلات العسكرية الأميركية السرية والبرقيات الدبلوماسية، وتحديداً تلك التي تخص حربي العراق وأفغانستان.
ومنحت لندن الضوء الأخضر لتسليمه، لكنه قدم طعناً لدى المحكمة العليا. ورفع فريقه القانوني أيضاً قضية على المملكة المتحدة في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي يُحتمل أن تأمر بمنع تسليمه.
في يناير 2021، حكم قاض بريطاني بأنه ينبغي عدم تسليم أسانج، قائلاً إنه سيكون معرضاً لخطر الانتحار إذا دين واحتُجز في سجن تحت حراسة مشددة. لكن ذلك القرار أُبطل، بعد استئناف من السلطات الأميركية. صدقت على التسليم، في يونيو/حزيران الماضي، وزيرة الداخلية البريطانية حينئذ بريتي باتيل، بعدما قالت الحكومة إن المحاكم خلصت إلى أن التسليم لن يكون ظالماً وأنه سيُعامل بالشكل اللائق.
بزغ نجم “ويكيليكس” لأول مرة عام 2010، عندما نشر مئات الآلاف من الملفات السرية والمراسلات الدبلوماسية، في ما كان أكبر اختراق أمني من نوعه في تاريخ الجيش الأميركي. ويعتبر الادعاء الأميركي ومسؤولون أمنيون غربيون أن أسانج، وهو أسترالي المولد، عدو مستهتر من أعداء الدولة عرضت أفعاله أرواح العاملين الواردة أسماؤهم في المواد المسربة للخطر.