(مقال رأي)
جميل جداً على ما اطلعت عليه لحد اللحظة من ردود استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي على ما أقدمت عليه هذه “المخلوقة” أو الظاهرة المرضية المسماة “صوفيا بن لامان” من تصريحات بذيئة عنصرية ضد إخواننا الإيفواريين، والتي تنم عن مرض نفسي وحالة متدمرة قد يستعصي حتى فهمها فما بالكم بعلاجها.
لكن ما ينبغي حقيقة قوله أمام هذه الحالة لهذه “المخلوقة” انها يا للأسف غير فريدة أو غير غريبة عن مجتمعنا الجزائري، فهي من قامت فقط قبل أشهر بحرق العلم الأمازيغي الذي يمثل ثقافة جزء مهم من سكان هذه القارة السمراء وليس الجزائر وفقط في فيديو على المباشر، وطبعا يومها لم يندد بذلك إلا القليل والقليل، بل ولاقت “عمليتها الإجرامية” استحسان وتشجيع الكثير من ساكنة بلدي، وهذا ما شاهدناه خاصة في التعليقات، ما يدل بكل أسف أنها تمثل بجدارة شريحة مهمة من مجتمعنا الجزائري.
وغير بعيد عما قامت به هذه “المخلوقة” دائماً، وفي إطار التصريحات العنصرية ضد إخواننا الأفارقة، الذين هم منا نحن أمازيغ الجزائر ونحن منهم، إذ قامت قبل سنة أو سنتين جريدة معتمدة ومعروفة جداً وذات مقروئية كبيرة في البلاد بإطلاق تصريحات عنصرية ضد “المنتخب الكاميروني لكرة القدم” بالكتابة وبالبند العريض “عودوا إلى الأدغال”، وهذا للتعبير عن الفرح والابتهاج بعد خسارتهم مباراة إقصائية في نهائيات كأس العالم، كما قال منبر أخر أن الجزائر ارتاحت من روائح الأفارقة عقب اختيار ملف المغرب بدل الجزائر لشرف احتضان كأس الأممية الأفريقية، وطبعا يومها لم يحدث أي تحرك رسمي على الأقل، ما يجعلنا نطرح سؤال مهم: هل ما حدث فعل معزول أم جاء بإيعاز في إطار “فرفارة” التغطية على الفشل في الذهاب إلى مونديال قطر او احتضان نهائيات كأسس الأمم الأفريقية؟
فما أكثر “الصوفيات البن لامانات” في هذا الوطن لو يعقل أهلي، وربما وصلنا إلى درجة المنح لأشهرهن اعتماد رسمي للنشاط، تحت مسمى حزب سياسي، لتسخره لشيطنة منطقة القبائل وتأليب باقي الشعب ضدها، وبل الأكثر من ذلك أننا كافأناها بمقعد في البرلمان يضمن لها المكان الاجتماعية والأريحية المالية ومن فوقها نعيم الحصانة.
إذن، وبالمحصلة دعونا لا نكذب على انفسنا وعلى غيرنا ونقول بأن هذه صوفيا بن لامان في تقديرنا، ربما صحيح لا تمثل كل الشعب الجزائري، لكن بلا شك تمثل شريحة مهمة من هذا الشعب وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، وما خرجات الاستنكار والشجب هذه قبل أمس وامس واليوم بعد ما اقترفته في الكوت ديفوار هي عبارة عن “شطحة” أو محاولة لإخفاء “الغسيل الداخلي القذر عن العالم الخارجي”، إذ لما يتعلق الأمر بالداخل مثل حرق رمز الهوية الأمازيغية أو وصف منطقة بكاملها بالإرهابية وسكانها بالزواف فإننا إما ان نسكت، وهو علامة من علامات الرضى، أو نبارك ونهلل لذلك، وهذا ما نطالعه في التعليقات وردود الأفعال، ولكن لما يتعلق الأمر بالخارج نندد أو نتبرأ ونلعب دور شعب الله المؤمن المسالم.
بقلم مرزوق تواتي