وليد نقيش: لا أريد أن يتكرر ما وقع لي لأي جزائري ولا أريد أن يعيش أبناء بلدي ما عشته
تعليق حول التقرير الأممي الأخير حول الجزائر
وها هي المفوضية السامية لحقوق الإنسان تعبر عن قلقها إزاء وضيعة حقوق الإنسان في الجزائر خاصة الاعتقالات التعسفية لنشطاء الحراك السلمي، وخاصة بعد التقارير التي رفعت إلى الأمم المتحدة بخصوص القمع والتعذيب في مراكز التحقيق أثناء الاستجواب.
فبعد صمت رهيب عن واقع التعذيب في الجزائر، ندد المناضل والمعتقل السابق كريم طابو بممارسات لا إنسانية في مركز الضبطية القضائية التابع لدائرة الأمن والاستعلام (المخابرات) مركز عنتر، ثم المعتقل السابق دواجي، وبعدها أنا وسامي درنوني ومعتقلين آخرين.
لقد كانت شهادتي كالقطرة التي أفاضت الكأس، خاصة وأنني صرحت بها في قاعة المحاكمة أمام النائب ممثل الحق العام والقاضي. لكنّني لم أستوعب إلى هذه اللحظة ما حدث، هل إلى هذه الدرجة لا يعرف الجزائريون ما حدث في الحقب السوداء من تاريخ الجزائر، خاصة في العشرية السوداء؟ هل إلى هذا الحد أحدثت لديهم شهادتي المفاجأة؟
لنفترض أن التهم التي كانت ضدي كانت صحيحة! فلما أرادوا انتهاك كرامتي؟ استشهد مليون ونصف المليون شهيد من أجل استقلال هذه الجزائر! فلم قاموا بهذا السلوك؟ بشهادتي لا أريد محاسبتهم، ما أريد هو كشف الحقيقة، أريد أن يسجل التاريخ ما وقع خلال هذه الثورة السلمية، ثورة الابتسامة. وكيف قابلها هذا النظام. أريد ألّا يتكرر ما وقع لي لأي جزائري ولا أريد أن يعيش أبناء بلدي ما عشته.
“كان (لا أعرف كيف أسميه ، مخابراتي ، أو الضابط …) يضربني على رأسي ويقول لي : سأخرج العلم من رأسك. لكنني سوف أكمل دراستي كي أؤكد انتصاري عليه”.
شهادتي كانت مجرّد قوس صغير أريد أن يغلق لأستأنف حياتي ونشاطي بشكل عادي، لا أريد بها إلهاب المشاعر أو تهييج الضّغائن أو التشهير بالتعذيب في الجزائر.
ربما هذا التنديد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ستعتبره الجزائر تدخلا في الشؤون الداخلية للوطن، ولكن هذا ليس تدخلا بل هيئة أممية تقوم بعملها المناط لها في حدود المواثيق الدولية.
وأقول لهذا النظام إن نهايته قريبة، خاصة بعد هذا الإنذار الذي شوه صورتكم في هذه المرحلة خاصة، الحراك الشعبي السلمي الذي ابهر العالم وأنتم أبهرتم العالم بغبائكم وممارساتكم القمعية ضد الحراكيين.
بقلم معتقل الرأي السابق
ولـــــيـــــد نــــقـــيــــش