الأخبارالعالم

وفاة ميخائيل غورباتشوف آخر زعماء الاتحاد السوفيتي

توفي الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، عن عمر يناهز 91 عاما في روسيا، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.

وأفاد المستشفى المركزي التابع للرئاسة الروسية في بيان إنّه “مساء اليوم (الثلاثاء) وبعد صراع طويل مع مرض خطير، توفي ميخائيل سيرغي غورباتشوف”.

ويلقي العديد من الروس باللوم عليه وعلى سياساته الإصلاحية في زوال الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى جمهوريات منفصلة.

ويُنظر إليه في الغرب على أنه مهندس الإصلاح الذي خلق الظروف لنهاية الحرب الباردة في عام 1991، وقت التوترات العميقة بين الاتحاد السوفيتي والدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقد أمضى غورباتشوف القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية في روسيا، وكان يدعو بين الفينة والأخرى كلاً من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات الأمريكية-الروسية بعدما تصاعدت التوترات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ثم غزوها أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي.

كما قضى غورباتشوف سنين حياته الأخيرة بين المستشفى والمنزل، إذ تردت صحته كثيرا كما أنه فرض على نفسه الحجر الصحي الوقائي خلال فترة جائحة كوفيد-19.

وحصل الراحل على جائزة نوبل للسلام في 1990 لتفاوضه مع الرئيس الأمريكي في حينه رونالد ريغن على اتفاقية تاريخية للحد من الأسلحة النووية، كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملا أساسيا في الحفاظ على السلام.

وقبل وفاته لم يعلن الراحل عن موقف علني من الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذا النزاع الذي اتسم بضراوة غير مسبوقة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يُنظر إليه في الغرب على أنّه مؤشر لانبعاث للامبريالية الروسية.

 ردود فعل

وفجر الأربعاء أعرب بوتين عن “تعازيه الحارة” لأسرة الراحل. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية إنّ “فلاديمير بوتين يعرب عن تعازيه الحارة لوفاة ميخائيل غورباتشوف، وسيرسل في الصباح برقية تعزية إلى أسرة وأحباء” الراحل.

 وفي أوروبا، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تعازيها لرحيل غورباتشوف، معتبرة أنّه كان “قائداً جديراً بالثقة مهّد الطريق أمام أوروبا حرّة”.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر إن الراحل كان “رجل سلام مهدت خياراته الطريق أمام الحرية للروس. إن التزامه بالسلام في أوروبا غير تاريخنا المشترك”.

   بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن “حزنه العميق” لوفاة غورباتشوف، مشيراً إلى أن الراحل كان “رجل دولة فريداً غير مسار التاريخ” وبرحيله “خسر العالم زعيما عالميا عظيما، التزم التعددية، ودافع بلا كلل عن السلام”.

   ونشرت فون دير لاين على تويتر أن الراحل “أدى دورا حاسما في إنهاء الحرب البادرة وإسقاط الستار الحديدي. لقد مهّد الطريق أمام أوروبا حرّة. هذا إرث لن ننساه أبداً. ارقد بسلام يا ميخائيل غورباتشوف”.

   وفي لندن، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على تويتر عن أسفه لرحيل غورباتشوف، منوّهاً بـ”الشجاعة والنزاهة اللتين برهن عنهما لإنهاء الحرب الباردة”.

   واعتبر جونسون أنه في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الروسي فلاديمير”بوتين عدوانه على أوكرانيا، يظل التزامه (غورباتشوف) الدؤوب بانفتاح المجتمع السوفياتي مثالاً يُحتذى لنا جميعاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى