يحيي قوجيل: هذا ما يمكن أن نستخلصه من زيارة وزير السكن لولاية بجاية
من خلال الزيارة التي قام بها وزير السكن إلى بجاية وطريقة تعامله مع مخلفات الزلزال، يمكن استخلاص مجموعة من النقاط الهامة:
1- لقد واجه وزير السكن صعوبة كبيرة جدا في التعامل مع هؤلاء المتضررين من الزلزال، وذلك بسبب الصرامة التي أظهرها هؤلاء الشباب لافتكاك حقوقهم المتمثل في الحصول على مسكن لائق.
2- رفض رئيس المجلس الشعبي البلدي لبجاية ووالي بجاية عقد اجتماع مع ممثلي الأحياء المتضررة من الزلزال، و ذلك بسبب إصرار هؤلاء الشباب على ضرورة تغطية الاجتماعين ببث مباشر، باستعمال صفحات التواصل الاجتماعي.
إنها طريقة أصيلة أبدعها هؤلاء الشباب لجعل المسؤولين في بجاية يتحملون كل ما يقولونه في ضل هذه الأزمة. كما أنها طريقة شفافة تجعل المسؤول عاجز على المساومة وشراء الذمم.
كما أن البث المباشر ونقل مجريات المفاوضات تجعل من قنوات البروبقاندا التابعة للنظام عاجزة على الكذب وتغليط الرأي العام. اعتقد أن هؤلاء الشباب أبدعوا بذكائهم الطريقة الأكثر شفافية للتحاور مع المسؤولين.
3- وجد الوزير نفسه وجها لوجه مع هؤلاء الشباب بسبب تحطم البارشوكات les pare-chocs وهم معظم نواب المجلس الشعبي البلدي لبجاية والأغلبية الساحقة لنواب المجلس الشعبي الولائي.
إنه درس مهم استخلصناه من خلال وعي هؤلاء الشباب الذين طردوا كل هؤلاء الانتهازيين الذين يرقصون على رجلين بكل رشاقة، رجل مع النظام ورجل أخرى في الحراك والخروج لأخد الصور في وسط المظاهرات. لقد عرت راديكالية هؤلاء الشباب خبث ومكر هؤلاء النواب.
4- الشعار “ماشي وقتها.. يرحل النظام أولا ثم تأتي المطالب الأخرى”. إنه شعار زائف لا يتماشى مع طموح هؤلاء المتضررين من الزلزال. أي مستحيل أن تطلب من هؤلاء المتضررين الذين ينامون في الشارع خلال عدة أيام، الانتظار حتى يرحل النظام ثم يطلبون حقهم في السكن. هل يعقل أن تقول لشخص ينام في العراء، أن طلبك للمسكن “ماشي وقتها”؟
أعتقد أن الشعار الزائف “ماشي وقتها” فرض على الحراك من طرف أشخاص سواء في الخارج (الذين يتمتعون في العواصم الغربية ويدعون انهم مناضلين حقيقين، أم من طرف أشخاص يتقاضون 40 مليون كل نهاية شهر، سواء من أموال المجلس الشعبي الوطني أم من المجلس الوطني الانتقالي).
5- الشجاعة التي أبداها هؤلاء الشباب وإلحاحهم على الحديث مباشرة مع الوزير ضاربين عرض الحائط البرتوكولات الرسمية. هو تجسيد لأحد الشعارات الأصيلة التي رفعت في بداية الحراك (جيب البياري جيب الصعقة) ….الخ
بقلم يحيي قوجيل، ناشط يساري ونقابي