أراء حرة

الحرية لـ”إحسان القاضي”.. شهادة الصحافي سعيد جعفر

أعرف إحسان منذ فترة طويلة وكنا “متواطئين” (أستخدم الكلمة هنا بشكل متعمد) في العديد من المغامرات الصحافية المستقلة، بما في ذلك مغامرة “راديو إم”، التي تم تصميمها في مطبخ شقة بشارع العربي بن مهيدي.

أعرفه جيدًا لدرجة أنني أشعر بالحرج من التحدث عنه، مثل الحرج الذي أشعر به عند التحدث عن نفسي. لكن الآن، بينما لم يتم توجيه اتهام رسمي إليه حتى الآن، نسمع ضجيجًا في الخلفية لهجمات دنيئة للغاية، يقوم بها مجهولون مبرمجون أو “جزائريون شجعان” يعيشون بهدوء في الخارج ويضيفون دروسًا في الوطنية لأولئك الذين يكافحون هنا بإمكانات ضعيفة للنهوض ببلدهم، وإخراجه من المفارقات التاريخية، وإعداده لعالم يزداد قسوة.

ما لا يعرفه هؤلاء الأشخاص البائسون، هو أنه في حالة التعدي على حقوقهم، سيكون إحسان القاضي من أوائل من يدافع عنهم، نفس هؤلاء الأشخاص الذين يلعبون دور المدّعين الصغار، الذين يتهمونه أحيانا بأنه يساري، ليبرالي أو إسلامي، أو حتى مخزني، هو الذي دافع دائمًا عن حق الصحراويين في تقرير المصير.

كل هذا مثير للسخرية بالطبع، فمَن يعرف إحسان يعلم أن لديه حبًا شغوفًا لأبناء بلده، وأنه يعرف تاريخ العنف الذي تعرض له شعبه والذي تنتقل صدمته باستمرار، وأن لديه إعجابًا عميقًا بمن باشروا عملية تحرير البلاد.

وهذا يجعله متطلبا للغاية عندما يتعلق الأمر بالمطالبة بالحقوق الفردية والجماعية. وفي مجتمعنا، يمر الأفراد بلحظات قوية من الاحتجاج، تليها فترات من الحزن. غير أن إحسان، وحتى خلال فترات الارتداد هذه، يظل متحمسًا للحرية والحريات للجزائريين، بما في ذلك لنفسه. ينتقده البعض لكونه متهورا، لكنه يعتبر أن أخطر شيء هو ركود البلاد، وإدامة الخطاب الجوهري الذي يعتبر أن الجزائريين ليسوا “مستعدين” للحريات والديمقراطية.

إنه في الأساس التقدير العميق الذي يكنه للجزائر وتاريخها واحترامه الكبير لنسائها ورجالها، الذين ألهموه دائمًا. إنه يحب بلده وشعبه بشغف حي لن يغيره أي امتحان أو أية ضغينة.

الحرية لك يا صديقي.

**نص: سعيد جعفر

*ترجمة: جمال الدين طالب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى