إسرائيل.. نتنياهو يعود إلى السلطة من جديد
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، توصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل تكون السادسة له ورقم 36 في تاريخ إسرائيل، وستستند إلى قاعدة برلمانية ائتلافية من 64 نائبا، وبينها أحزاب متشددة.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، بأن زعيم حزب الليكود، نتنياهو، وقع اتفاقا مع الحزب الديني الصهيوني، لتشكيل تحالف من أجل تشكيل الحكومة الإسرائيلية.
وتسلم نتنياهو بشكل رسمي، في نوفمبر الماضي، تكليف تشكيل الحكومة من جانب الرئيس إسحق هرتسوج، بعد حصول ائتلافه على 64 من مقاعد الكنيست الـ 120، وهو ما أهله لتشكيل حكومة مستقرة.
ومع خروجه من الحكومة منتصف العام الماضي، طويت صفحة امتدت 12عاماً متواصلة من حكمه، لكنه يعود دون سقف زمني لبقائه وإن كان وعد بأن تكون ولايته المقبلة هي الأخيرة.
تاريخ سياسي
ولد نتنياهو في 21 أكتوبر 1949 في مدينة تل أبيب، وانتقلت عائلته لاحقا للعيش جنوبي مدينة القدس وتحديدا في حي “تل بيوت”.
انتقلت أسرته عام 1963 إلى الولايات المتحدة، وهناك حصل على الثانوية العامة ليعود بعدها إلى إسرائيل عام 1967 ويلتحق بالجيش ويشارك في ذات العام بحرب “الاستنزاف” بين مصر وإسرائيل، حيث خدم في وحدة النخبة “سييريت متكال” وشارك لاحقا في حرب أكتوبر 1973 ضد مصر وسوريا.
بعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد إلى الولايات المتحدة وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1974، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة “MIT” بماساتشوستس في 1976.
وبين عامي 1976– 1978 عمل نتنياهو في الولايات المتحدة مستشارا في شركة “مجموعة بوسطن الاستشارية”.
ومن 1978– 1980 تولى نتنياهو بعد عودته نهائيا إلى إسرائيل منصب مدير معهد “يونتان” لدراسة الإرهاب.
عمل بين 1982- 1984 نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية في واشنطن، قبل أن يصبح سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة بين 1984– 1988.
في عام 1988 انضم نتنياهو إلى حزب “الليكود”، وأصبح لأول مرة نائبا بالكنيست الـ12، وجرى تعيينه نائبا لوزير الخارجية موشيه آرنس.
انتخب رئيسا للحزب عام 1993، لينتخب بعدها رئيسا للوزراء في مايو 1996 متغلبا على غريمه شمعون بيريس، ليصبح أصغر رئيس حكومة بتاريخ إسرائيل (47 عاما).
الأطول بقاء في السلطة
في أكتوبر 1998، وقع نتنياهو والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في منتجع واي ريفر بواشنطن، مذكرة واي ريفر (بلانتيشن) بعد مفاوضات استمرت 8 أيام برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون.
ونص الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي من بعض مناطق الضفة، واتخاذ تدابير أمنية لمكافحة الإرهاب، وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، واستئناف مفاوضات الوضع النهائي.
في 1999 خسر نتنياهو الانتخابات أمام إيهود باراك زعيم حزب “العمل” ليعلن الاستقالة من رئاسة “الليكود” واعتزال العمل السياسي مؤقتا.
عاد نتنياهو إلى الحكومة وزيرا للمالية في حكومة أرئيل شارون في الفترة بين 2003- 2005، وبعد إعلان شارون تأسيس حزب جديد باسم “كاديما”، جرى انتخاب نتنياهو مجددا رئيسا لـ “الليكود”، ليصبح زعيما للمعارضة حتى عام 2009.
في 31 مارس 2009 تولى نتنياهو للمرة الثانية رئاسة الحكومة حتى هذا الوقت، ليصبح الأطول بقاء في السلطة في تاريخ إسرائيل.
عمليات داخلية وخارجية
خلال تلك الفترة الممتدة 12 عاما من حكم نتنياهو، شن الجيش الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية على قطاع غزة، من بينها عملية “عامود السحاب” عام 2012، وأخرى عام 2014، “الجرف الصامد”، والأخيرة “حارس الأسوار” في ماي الماضي.
ارتبط نتنياهو بعلاقة قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021) واعترفت إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارة واشنطن من تل أبيب إليها، فضلا عن اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري، ودعمها لمشروع المستوطنات الإسرائيلية.
خلال سنوات حكم نتنياهو، نسبت تقارير أجنبية للطيران الإسرائيلي تنفيذ سلسلة غارات ضد أهداف تابعة لإيران في سوريا ضمن ما تقول تل أبيب إنها مساع لمنع “التموضع” الإيراني قرب حدودها.
وقبل عامين، وقعت إسرائيل بقيادة نتنياهو على اتفاقات تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين وتوصلت إلى اتفاقات مماثلة مع السودان والمغرب.