أراء حرة

الأستاذ عابد صوار: أنا لست إرهابي !

اعتقلت على أساس أنني إرهابي. فكان اعتقالي وحشي. وأرعبت عائلتي وجيراني. بل أرعب كل من سمع عن كيفية اعتقالي.

أوقفت تحت النظر على أساس أني إرهابي. طال التوقيف والجميع يتساءل عن مكان إيقافي. وعوملت على أساس أنني إرهابي.

قدمت وأحلت على التحقيق، وكل شيء كان يوحي أنهم قضوا فعلا على أخطر إرهابي.

أودعت السجن فانتظرني الجميع من حراس ومساجين فتفاجؤوا أهذا هو الإرهابي!؟

رغم ذلك، وضعت في العزلة لأن الجميع هناك كان يُفرض عليه أن يعاملوني على أنني إرهابي.

قيل لي أنه نُقل خبر اعتقالي في الإعلام العام والخاص، وحرفوا مسيرة سلمية نضالي.

وبعد أكثر من عام في السجن ومن ويلات عذاب القبر، قيل لي الأن سنسقط عنك وصف الإرهابي!!!

فرحت وصرخت ألم أقل لكم يوما بلساني كما على لسان دفاعي:

عفواً ومعذرة، اسمعني فإليك أنادي

اصغي إلى جيدا:

أنا لست إرهابي. فكل الناس أحبابي!

أنا لست إرهابي. فقط أشارك في الحراك، وأترجم أفكاري.

أنا لست إرهابي فقط أعبر عن أرائي. إن لم تصدقني فإليك كشف حسابي.

العربي والأمازيغي، الإسلامي والعلماني، كلهم أحبابي.

والناس جميعهم إخوتي وأشقائي.

يا صاحب القرار أليس الافتراء عليا حرام؟

فكيف تجرأت وقلت أنا إرهابي!

قلت لك أنا جزائري حر، واضحٌ الرؤية، صريح في قولي وخطابي.

وكل صفاتي أخذتها من القرآن والكتاب.

ومن شهامة أحرار الأمازيغ من أجدادي.

أما شجاعتي فاستقيتها من عميروش وبن مهيدي.

ألم نهتف عنهم كثيرا في الحراك؟

أنا لست إرهابي بالرغم من قوة مخالب وأنيابي، ورغم كل الظلم الممارس عني أبقى سلمي وأبتسم في وجه أعدائي.

عد إلى التاريخ، سيخبرك عن مرؤتي وعدلي وتسامحي وأمجادي وكذا عن مسيرة أجدادي.

فكيف تجرأت وقلت إنني إرهابي؟

لا لا . يا سيدي

لما تفتري عليا وتصفني بالإرهابي، وتسجنوني كذلك مع المئات من أخوتي وأصحابي. أطفالاً. نساءً. شباباً. وشيوخا؟

هل تعلم أنا القليعة والحراش وغيرها من السجون تبقى شهودٌا عليك في الذهاب والإياب؟

عفواً هذه ليست قصة حياتي. لكنها هدية مني لك.

يا ضحية الرأي: أضفها إلى جانب الدفاع عنك برفقة زملائي في المحراب.

وصية للتاريخ نقولها إنك فعلا أنت لست إرهابي؟

فسبع وثامنون مكرر تبقى وصمة عار في تاريخ بلادي.

يا قارء المنشور أحفظها كما يحفظ القران في اللوح. يعود إليها أحفادك يوما ليعرف حجم النضال من أجل حرية الرأي.

بقلم المحامي عابد صوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى