مخابراتي فرنسي سابق يعرض الهدايا التي تلقاها من بوتفليقة والجنرال التوفيق للبيع في مزاد علني
كشف تقرير فرنسي أن دبلوماسي ورجل استخبارات فرنسي سابق سيعرض للبيع بالمزاد العلني هدايا ومتعلقات تلقاها من رؤساء ومسؤولين خلال شغله منصبه.
ووفق تقرير موقع “لاست ريببليكان” الفرنسي فإن المعني هو برنارد باجولي، الذي شغل سابقا منصبي رئيس جهاز الأمن الخارجي (المخابرات الخارجية الفرنسية) وسفير باريس الأسبق لدى الجزائر. ومن بين المتعلقات التي وضعها للبيع هديتين من الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة ورئيس جهاز المخابرات الجزائري الأسبق الفريق محمد مدين المدعو توفيق.
وذكر الموقع أن باجولي سيبيع سرجا يعود إلى القرن 18 أهداه إياه رئيس جهاز المخابرات الأسبق الفريق محمد مدين، إضافة إلى سرج لا يعرف تاريخه، هدية من الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وحسب المصدر ذاته فإن المسؤول الفرنسي الأسبق سيبيع عدة هدايا أخرى، أهمها وعاء حساء قدمه له الرئيس التركي رجب طيب، وقنينة فوتكا ممتلئة أهداها له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما كان مديراً في المخابرات السوفياتية.
كما سيفرط باجولي في قصر Château d’Ouge الذي كان يعيش فيه، ويعود تاريخ تشييده إلى القرن 16.
وذكر الموقع أنها “حسرة” حتما لبرنارد باجولي الذي يستعد لمغادرة قصره الذي تم إدراجه كنصب تاريخي منذ عام 1989، بعد أكثر من 40 عاما قضاها داخل أسواره.
وأوضح الموقع أنه سيتم التبرع بجميع الأرباح لمؤسسة التراث بهدف استعادة لوحة ثلاثية للرسام الفرنسي جوليو زيغلر.
“بوتفليقة حي اصطناعياً”
وكان برنار باجولي، البالغ من العمر 73 عاماً، يعتبر واحداً من أنشط الدبلوماسيين الفرنسيين، ويُوصف أيضاً بأنه أحد أبرز المختصين في شؤون العالم العربي، إذ سبق وأن عمل سفيراً لبلاده لدي سوريا والعراق والأردن والجزائر.
وشغل المتخرج من مدرسة العلوم السياسية سنة 1968 والمدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية في السبعينات، عدة مهام ديبلوماسي وأخرى استخباراتية. فبدأ مساره كديبلوماسية في الجزائر سنة 1975 الى غاية 1978 ثم مستشار أول للسفير الفرنسي بسوريا سنة1986 ثم عين المدير المساعد لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في ديوان الرئاسة الفرنسية سنة 1991وعين سفيرا لفرنسا لدى المملكة الأردنية ما بين سنتي 1994 و1998وسفيرا في البوسنة والهرسك ما بين 1999 و2003 وسفيرا في بغداد ما بين 2004 و2006 ثم سفيرا للجزائر ما بين 2006 و 2008 كما عين سفيرا لفرنسا بأفغانستان ما بين سنتي 2011 و 2013 إلى حين تعيينه مديرا عاما للاستخبارات الخارجية الفرنسية DGSE من قبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند.
وقد أثار أزمة دبلوماسية مع الجزائر أواخر عام 2018، عندما أطلق تصريحات جريئة على صفحات جريدة لوفيغارو اليمينية مفادها أن “بوتفليقة حي اصطناعياً”.
وانتقد باجولي النظام الجزائري محملاً إياه مسؤولية عدم تقدم العلاقات الثنائية بين البلدين عندما قال “إن تطور العلاقات بين فرنسا والجزائر يسير بخطى صغيرة، وهذا راجع لسببين، الأول يكمن في رغبة النظام الحاكم في الجزائر في إضفاء الشرعية على نفسه من خلال استغلال المشاعر تجاه المستعمر القديم”.
وأرجع باجولي السبب الثاني إلى الرئيس بوتفليقة، الذي وصفه بأنه “حي اصطناعياً” فقط، وبالتالي لن يتغير شيء خلال هذه الفترة الانتقالية. مشيراً في المقابل إلى أن “تحنيط السلطة في الجزائر لا يخدم سوى بعض الجماعات الانتهازية”.