أراء حرة

المرأة الجزائرية المدافعة بين الماضي والحاضر

عندما تقف المرأة للدفاع عن المظلومين في أي مكان في العالم، ترفع لها القبعات ويسجل اسمها في دفاتر الأيام المجيدة للشعوب التي تنتمي إليها.

والمرأة الجزائرية ليست بمنأى عن الأحداث المهمة عبر محطات التاريخ، فحضورها المتميز للوقوف في صفوف الذائدين عن قداسة العدالة واستماتتها من أجل تحقيق العدل والمساواة في المجتمع واقع فرضته الأوضاع غير السوية والانتهاكات الواضحة والفساد المستشري في جسد الأمة بطرق فاضحة.

ولنا في تاريخنا مآثر وبطولات نساء خالدات بمواقفهن وتضحياتهن من أجل استقلال الوطن من الاستعمارات المتعددة تاريخيا، وعلى رأسهم وآخرهم الإستدمار الفرنسي، الذي لايزال تأثيره جاسم على أنفاسنا إلى اليوم. كانت تلك تضحيات الأمس واليوم هدفها الأسمى، هو تحرير البلاد والعباد من التبعية ومن كل أنواع العبودية، لاستعادة الحقوق لأصحاب الأرض أبناء الجزائر كلهم جميعا.

لذلك كانت حتمية الامتداد النضالي تستدعي استمراريتها وتبني قضية معتقلي الرأي من مجموعة نخبوية في سلك المحاماة من ربوع الوطن، لها أفكارها التي تؤمن بها ومن مبادئها التي قد تكون مثار جدال، في غياب الحوار الحضاري وصعوبة تبادل وجهات النظر بطرق ديمقراطية سلسة، التي تؤكد بأن الاختلاف في الرأي رحمة ولا يفسد للود قضية.

و يبقى الحق في المحاكمة العادلة قائم، بل واجب قانوني وحق الدفاع مضمون لكل من تمت متابعته قضائيا وخاصة في قضايا رأي المعارضة المشروعة وحرية التعبير المنصوص عنهما في الدستور، فانضمت نخبة من المحاميات إلى قافلة المتطوعين، لتولي مهمة الوقوف مع المتابعين في قضايا الحراك المبارك، كما اطلق عليه رئيس الدولة الجزائرية أنداك و تمت تزكيته في ديباجة الدستور وتم تكريسه بمرسوم رئاسي لإحياء ذكراه وجعله يوما وطنيا يحتفل به عبر أرجاء الوطن، و ما كان لهيئة الدفاع المتطوعة، سوى التواجد و الوقوف أمام الجهات القضائية للقيام بدور مهم جدا، ألا و هو تنوير العدالة والإسهام في رفع الغموض و اللبس و توضيح الملفات لمساعدة الزملاء القضاة من أجل تطبيق العدالة.

وقد كرس أعضاء الهيئة الكثير من أوقاتهم وأعمالهم، فمنهم من تعرض مكتبه للإفلاس وإلى شتى أنواع المشاكل المهنية، كل ذلك لم يثنهم عن الواجب وبذل كل مجهوداتهم لنصرة المظلومين من أبناء الوطن، يعتبر هذا الأمر قانوني ومنطقي، يحدث في كل بلدان العالم عبر التاريخ، وهذا ما يجب أن يكون في عرف الشعوب التواقة للتغيير نحو الأفضل، كما هو موقف مشرف أن تقوم سيدات من هيئة الدفاع ممن يرفضن فكرة الاستعمار والقابلية للاستعمار بشتى صورها وامتداداتها، رفضا قاطعا لا رجعة فيها ممن يسعين إلى العمل الدؤوب لرفع راية القانون فوق الجميع و يحلمن ككل مواطن جزائري بتحقيق مبدأ استقلالية القضاء وتطبيق مبدأ العدل بين الناس وتجسيد العدالة الاجتماعية.

أد. فريدة بلفراق

Related Articles

Back to top button