الجامعة الجزائرية إلى أين؟! .. قضية الدكتور لحسن عزوز نموذجاً
قضية الدكتور لحسن عزوز، الأستاذ بكلية الأدب العربي جامعة بسكرة، تعتبر منعرجا خطيرا في تاريخ الجامعة الجزائرية. فالأستاذ عزوز كان يشغل نائب رئيس قسم الأدب العربي اجتهد وفق أطر قوانين الجمهورية وما يمليه عليه ضميره! وإن أخطأ فهو ككل البشر ليس معصوما من الخطأ! فلماذا يتم توقيفه تعسفا بدون أي سند قانوني؟ ما هو الخطأ المهني الذي اقترفه حتى يتم إحالته على اللجنة المتساوية الأعضاء ويتم تكييف خطأه من الدرجة الرابعة؟!! ما الجرم الذي إرتكبه؟!! هل يستحق هذا الأستاذ كل هذا العقاب؟!! أعتقد جازما أن الإصرار على توقيف الأستاذ عزوز لحسن ومنعه عن أداء مهامه العلمية والبيداغوجية بالرغم من إبداء هذا الأخير نيته في طي صفحة الماضي وطلب العفو والمغفرة وهو المظلوم لدليل قاطع على أن قضيته تخفي الكثير وإن لم يتدخل العقلاء ستأخذ منحى آخر !! …
ما يحيرني في قضيته هو وقوف زملائه من قضيته موقف المتفرج!! لم يعلنوا عن موقف تضامني موحد أو وقفة احتجاجية أو حتى بيان مساندة في صفحات التواصل الاجتماعي المجانية!!.. اعلم أيها المتفرج سيحدث لك مثلما حدث للثور الأبيض!!..
حينما أتمعن في الطبيعة النفسية لأساتذة الجنوب – والكثير منهم من مدن الشمال – ولقد عايشتهم لما يزيد عن 17 سنة أتيقن أن هؤلاء هم في الحقيقة محسوبين على الأسرة الجامعية فهم “أساتذة” لكن بعقلية “مونيفري” في ورشة يخاف من رب عمله أن يقطع عنه سبب رزقه!! لقد أسر إلي أحدهم قائلاً “رانا خوبزيست” يا أستاذ فلا تحملنا مالا نطيق!!.. هذه هي للأسف “صفوة المجتمع” التي من المفروض أنها تقود هذا المجتمع بالأفكار وبالشجاعة الأدبية.
الجامعة في خطر مادامت الحرية الأكاديمية مكبلة!! حينما يعبر أستاذ جامعي عن رأيه في قناة فضائية (خارج نطاق الوظيفة) فيتم توقيفه ظلما بدون سبب وجيه فهذا ينم عن انحراف كبير في المسؤولية! فالجامعة ستتخلى عن رسالتها الحضارية مادام من هم على رأسها يغلب عليهم الحقد والأنا!!.. فالأستاذ والباحث الجامعي الذي يبحث عن الحقيقة ويتوق للوصول إليها لابد أن يترفع عن صغائر الأمور وإن عظمت! وليكن طبعه العفو والإحسان، على حد قول الشاعر عنترة بن شداد : لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب – ولا ينال العلا من طبعه الغضب..
في الأخير نداء إلى عقلاء وأعيان ونواب ونشطاء المجتمع المدني في ولاية بسكرة أن تزنوا قضية الدكتور لحسن عزوز بميزان العدل والحكمة والإنصاف فهو رب أسرة ولديه أطفال ينتظرون الدخول المدرسي مثل أقرانهم، وإني أدعوكم أن تتدخلوا لجمع المتخاصمين حول مائدة الحوار والتسامح.
بقلم الأستاذ الدكتور أمحمد بولقرون
أستاذ بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات