الرئيس عبد المجيد تبون يوجه دعوة رسمية للعاهل المغربي محمد السادس لحضور القمة العربية.. ماذا بعد؟
كما كان متوقع من قبل، فقد وصل أمس الثلاثاء وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي إلى العاصمة المغربية الرباط، حاملا دعوة رسمية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للعاهل المغربي محمد السادس لحضور القمة العربية المزمع إجراءها بالجزائر، بين 01 و02 نوفمبر المقبل.
ووصل المبعوث الخاص للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى الرباط ومعه رسالة الدعوة، وبتعليمات من العاهل المغربي تسلم وزير الخارجية المغربية بدلا من الملك محمد السادس الرسالة في مقر وزارة الخارجية المغربي.
وقالت الخارجية المغربية في بيان إن الوزير ناصر بوريطة استقبل مبعوث الرئيس الجزائري وزير العدل عبد الرشيد طبي الذي سلم “رسالة الدعوة الموجهة إلى جلالة الملك محمد السادس لحضور أعمال القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر، يومي الأول والثاني من نوفمبر المقبل”.
وتعد زيارة طبي أول اتصال سياسي ورسمي بين المسؤولين الجزائريين والمغاربة بعد توتر في العلاقات وصل أمده في أوت الماضي، إذ عمدت الجزائر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط وغلق مجالها الجوي أمام طائراها المدنية والمغربية بسبب ما أسمته “استمرار استفزازاتها وقيامها بأعمال عدائية ضدها”.
ويأتي تسلم السلطات المغربية لدعوة الحضور في أشغال القمة العربية يتزامن وتضارب تسريبات سابقة بشأن حضور العاهل المغربي محمد السادس للقمة، خاصة أن الملك لم يشارك في أي قمة عربية منذ قمة الجزائر التي عقدت عام 2005.
تضارب للأنباء بشأن حضور العاهل المغربي القمة العربية بالجزائر من دعمه…
ولا تزال الأنباء تتضارب وتسيل الكثير من الحبر زيارة المرتقبة للعاهل المغربي محمد السادس للجزائر من عدمها، بالخصوص أن المغرب لم يعلن إلى غاية اللحظة عمن سيمثله في الدورة الـ 31 لقمة الجامعة العربية بالجزائر، في حين أفادت صحيفة “الأحداث المغربية” بأن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، سوف يمثلان العاهل المغربي في القمة المرتقبة.
وكانت أسبوعية “جون أفريك” الفرنسية قد كشفت أن العاهل محمد السادس سيشارك شخصيا في القمة العربية، متسائلة عما إذا كان ذلك بمثابة بداية عهد جديد في العلاقات بين الرباط والجزائر.
وأفادت بأنه بناء على تعليمات من أعلى السلطات المغربية، جرى إجراء اتصالات مع العديد من دول الخليج (السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين)، لإبلاغها بأن الملك محمد السادس “سيشارك شخصيا” في القمة العربية الحادية والثلاثين.
ويعتبر محللون أن ما نشرته “جون أفريك” هو الأقرب إلى الواقع نظرا للعلاقات العريقة التي تربط الصحيفة بمصادر مغربية “وثيقة”، خاصة في ظل ما يتردد عن أن الجهات الرسمية المغربية تفضل أحيانا تسريب بعض الأخبار عبر قنوات الصحافة الفرنسية لاسيما مجلة “جون أفريك”.
وكانت آخر مرة يحضر فيها الملك محمد السادس قمة عربية، عام 2005، حينما شارك في القمة العربية في الجزائر.
ويرى بعض المحللين أن هناك مؤشرات ترجح حضور العاهل المغربي أشغال القمة العربية بالجزائر، إذ ينحصر الأول في طبيعة السياسة الخارجية المغربية في السنوات الأخيرة التي لا ترغب في تطبيق استراتيجية “الكرسي الشاغر” خاصة بعد استخلاص الدرس من الانسحاب من الاتحاد الإفريقي.
ويعتقد دبلوماسيون أن عدم حضور العاهل المغربي سيطرح علامات استفهام حول “دعواته لليد الممدودة”، وهو من دأب على إحراج الجزائر على مدار سنوات بخطاب “رنان”، وقد لا يرغب في الوقوع في مثل هكذا حرج خاصة بعد إعلان حسن النوايا الذي عبر عنه الملك محمد السادس تجاه الجزائر في خطابه بمناسبة عيد العرش في 30 جويلية الماضي.
وقال محمد السادس في خطابه السنوي بمناسبة الذكرى الـ 23 لجلوسه على العرش “نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية ومصير مشترك”.
ومن غير المستعد أن يحظى العاهل المغربي بترحيب كبير بالجزائر في حال قرر المشاركة شخصياً، على اعتبار أن الجزائر ترغب وبشدة في إنجاح القمة العربية، وبخاصة وأن الملك محمد السادس لم يشارك في أي من دورات القمة العربية منذ قمة الجزائر التي عقدت سنة 2005 على خلاف والده الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان حريصا على حضور مختلف الدورات.