ابني الغالي أنيس حمزة في ذمة الله، كان ابني وصديقي ورفيقي، رحل عنا في صبيحة هذا اليوم وهو يقوم بعمل تصويري تحت الماء في منطقة الصخرة الزرقاء في عين البنيان، تحضيرا لفتح قناة على اليوتيوب، كان متحمسا لهذا العمل بعد أن اقتنى تجهيزات رقمية.
طلب َمني مساء أمس أن يستعين بسيارتي للتنقل من أجل إنجاز هذا العمل باكرا اعتبارا من الساعة السادسة صباحا، كان مع زميل له وأصر على أن يغامر بالتصوير تحت الماء رغم هيجان البحر ورغم التحذير الشديد من زميله ومن بعض الصيادين المتعودين على ممارسة هواية الصيد في هذا المكان بالغ الخطورة حسبهم.
لم تثن هذه التحذيرات عزيمته بدافع حبه الشديد للمهنة وبقدر ما كانت غطسته مسلية له، بقدر ما كان صراعه مع الأمواج المتلاطمة بقوة قاهرة، مرعبا، لم تكن عضلاته المفتولة وبراعته في السباحة كافية لإنقاذه من موت كان محتوما..
لا يكفيني أن أبكيه بكاء المفجوع في فقدان الغالي والعزيز الذي كان شعلة في مستواه التعليمي والمعرفي وفي أدائه المهني، لا يكفيني البكاء على رحيله المؤلم لهول الفاجعة ولكن العزاء كل العزاء في إيماني بقضاء الله وقدره، إنه الوسادة الناعمة التي تعينني وتعين أهلي على تجاوز هذه المحنة الأليمة.. وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. صدق الله العظيم..
وداعا ابني الغالي أنيس حمزة، سيبقى اسمك وطيفك المصباح الذي يضيء وجودنا أينما كنا، نحسبك شهيدا فقد بشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل غريق بالجنة، اللهم ارزقه الجنة كما وعد نبيك الكريم، وارزقنا اللهم الصبر الجميل.. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون.