أهم الأخبارالأخبار

خلال مؤتمر صحفي مشترك.. تبون يرحب بالمحادثات “البناءة”.. وماكرون يأمل في العمل معا حول “الماضي المشترك المعقد والمؤلم”

أجرى، الخميس، الرئيس عبد المجيد تبون محادثات مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وصفها بـ “البنّاءة” و” الواعدة” وتعهّدا “العمل معاً” من أجل إرساء “علاقات استراتيجية”، وذلك في اليوم الأول لزيارة ماكرون للجزائر تستمرّ ثلاثة أيام.

وقال الرئيس عبد المجيد تبّون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون إنّ المحادثات التي استمرت أكثر من ساعتين كانت “صريحة” و”تنمّ عن مدى خصوصية العلاقات بين بلدينا وعمقها وتشعّبها”.

وأكّد الرئيس تبون أنّه جرى الاتفاق على “توجّه جديد” في العلاقات يقوم على “مبادئ الاحترام والثقة” من أجل “إرساء علاقات استراتيجية”.

ولفت إلى أنّه سيتمّ “تكثيف وتيرة تبادل الزيارات”، معرباً عن أمله في أن “تفتح آفاقاً جديدة في علاقات الشراكة والتعاون”.

كما أعلن تبّون عن تكثيف عمل عدد من اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين من أجل “تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تحقيق أهداف شعبينا وبلدينا”.

من جهته أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الرغبة في “العمل معا” حول “الماضي المشترك المعقد والمؤلم”.

وسيتم في سبيل ذلك إنشاء “لجنة مؤرخين مشتركة” من أجل “النظر في كامل تلك الفترة التاريخية… منذ بداية الاستعمار إلى حرب التحرير، بدون محظورات”، وفقاً لماكرون.

من ناحيته، أوضح تبّون أنه جرى خلال اللقاء التطرّق أيضا إلى “الوضع الراهن الأمني والسياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

وتعتبر الجزائر أنّ الزيارة التي يقوم بها ماكرون برفقة وفد كبير يشمل 90 شخصاً بينهم سبعة وزراء تظهر “تقديرها (باريس) للدور المحوري الذي تؤدّيه الجزائر في المنطقة” فضلا عن “العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية”، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية في تقديمها للزيارة.

وهذه الزيارة هي الثانية لماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة، وتعود زيارته الأولى إلى ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.

وقد بدت حينها العلاقات بين البلدين واعدة مع رئيس فرنسي شاب ولد بعد عام 1962 ومتحرر من ثقل التاريخ ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.

لكنّ الآمال سرعان ما تراجعت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عامًا من الاستعمار والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر عام 1962.

وضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفًا بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال “معركة الجزائر” عام 1957.

واستنكر “الجرائم التي لا مبرر لها” خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر 1961.

لكنّ الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمار لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم.

وتفاقمت القطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسي في أكتوبر 2021 اتهم فيها “النظام السياسي العسكري” الجزائري بإنشاء “ريع للذاكرة” وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

مذاك أعاد ماكرون الأمور إلى نصابها وقرر الرئيسان إعادة الشراكة بين البلدين إلى مسارها الصحيح.

لكن القضية الحساسة المتعلقة بالتأشيرات التي تمنحها فرنسا والتي انخفض عددها إلى النصف استمرت في التأثير على العلاقات.

وألمح الرئيس الفرنسي إلى المسألة الخميس مشيرا إلى قرارات ستتخذ بشأن من أجل تسهيل “تنقّل فنانينا ورياضيينا ورجال أعمالنا وباحثينا وعلمائنا وجمعياتنا وقادتنا السياسيين ممّا يسمح لنا ببناء المزيد من المشاريع المشتركة”.

وسيلتقي ماكرون خلال زيارته رواد أعمال جزائريين شباب، وفي هذا السياق صرّح رئيس المجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي كمال مولى للموقع الإخباري “كل شيء عن الجزائر” أنّه ينتظر “نمطاً جديداً من التعاون” بين ضفتي المتوسط يقوم على “الاستثمار والإنتاج المشترك” من أجل “غزو مشترك لأسواق جديدة”.

Related Articles

Back to top button