حرائق الغابات: الأفافاس يطالب بفتح تحقيق جدي وفوري حول ملابسات الحرائق الأخيرة
دعى حزب جبهة القوى الاشتراكية، في بيان، إلى “إعلان المناطق المتضررة من الحرائق التي تجتاح البلاد كمناطق منكوبة مع تخصيص الأغلفة المالية والمساعدات اللازمة للتكفل بالمتضررين وفتح تحقيق جدي وفوري حول ملابسات الحرائق الأخيرة”.
نص البيان كاملاً:
تتابع جبهة القوى الاشتراكية ببالغ القلق و بكثير من الألم استمرار الحرائق التي اندلعت أمس بشكل متزامن عبر 14 ولاية من ولايات الوطن و التي كانت ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا من بينهن و التي سجلت العشرات من الحرائق في آن واحد، و تدعو على وجه السرعة إلى اتخاذ كل التدابير و تسخير كل الوسائل و الجهود و تجنيد كل القطاعات لنجدة و إنقاذ المواطنين و إخماد النيران و التحكم فيها قبل فوات الأوان.
لقد وقفت جبهة القوى الاشتراكية ميدانيا عبر ممثليها عن حجم الأضرار الفادحة الناجمة عن هذه الحرائق و التي للأسف بلغت حد فقدان أرواح بشرية و شملت مناطق مأهولة بالسكان.
الأفافاس يتساءل عن الطابع التسلسلي و المتزامن لهذه الحرائق و التي تخفي بدون أي شك نية غير بريئة و مقاصد إجرامية مشبوهة لأصحاب المخططات الدنيئة التي تستهدف الوطن و الشعب كما يتساءل عن الجهة المستفيدة من إشعال هذه النيران.
الأفافاس يطالب بفتح تحقيق جدي و فوري عن الملابسات و الأسباب الكامنة وراء هذه الحرائق المتكررة و إطلاع الرأي العام على نتائجها مع أخذ إجراءات صارمة ضد المتسببين فيها.
بوقوفه و معاينته عن قرب للأضرار الجسيمة الناجمة عن هذه الحرائق يطالب الأفافاس عن إعلان المناطق المتضررة خاصة ولاية تيزي وزو مناطق منكوبة، و تخصيص الأغلفة المالية الضرورية بغرض تعويض المتضررين و جبر الأضرار و امتصاص الخسائر على المستوى الوطني.
فبينما تعاني الجزائر العام تلو الآخر من هذه الكوارث تجد السلطة تتبنى نفس طرق التدخل التقليدية، و منهجيات التسيير ذاتها و لا شيء تغير بالنسبة للوسائل.
اليوم حان الوقت لترسيم القطيعة مع طرق التسيير البالية و رصد الإمكانيات اللازمة للحد من هذه الكوارث. فأين هي الطائرات المختصة في إطفاء النيران و أين هي الإمكانيات التي يجب وضعها تحت تصرف أعوان الحماية المدنية.
إن خلفيات و أبعاد هذه الكوارث و كيفيات التعامل معها لهي إرهاصات لمستقبل مجهول، قد تكون تداعياته وخيمة على البلاد إن لم نعمل معا على تدارك الأمور و نبادر لتغيير نظام الحكم بشكل سلمي تدريجي، لننتقل بشكل سلس، إلى دولة الحق و القانون و دولة المؤسسات الشرعية بامتداد ها الشعبي و الوطني.
و إذ تتفهم جبهة القوى الاشتراكية الغضب العارم الذي يعتري المواطنين الذين يتابعون بأسى وطنهم يحترق و يعبث به العابثون، فإن اللحظة على قساوتها هي لليقظة و ضبط النفس و عدم الاندفاع وراء مخططات ذوي النفوس المريضة المستغلة للمآسي و المحن الشعبية لتنفيذ مخططاتها الدنيئة.
إن اليوم هو للتضامن، التكاتف و للالتفاف حول هذا الوطن الذي يٌكاد له من كل جانب و من الداخل و الخارج، و للشعب أن يجدد اليوم تماسكه و ترابطه و معدنه الأصيل الذي لن يقوى أي حريق مهما بلغ لهيبه على صهره أو إذابته.
يترحم الأفافاس على أرواح الضحايا و يتقدم إلى ذويها بأبلغ عبارات التعازي و أسمى آيات السلوان و يؤكد وقوفه في هذا المصاب الجلل إلى جانبها.
يتوجه الأفافاس بكثير من الإعجاب و الفخر بالتحية و العرفان للشعب، لأعوان الحماية المدنية، و كل الأسلاك المساهمة في مقاومة هذه الحرائق و يقدر فيها روح التضحية في سبيل الوطن.
و ليحمي الله الجزائر و شعبها.
الأمين الوطني الأول
يوسف أوشيش