شهد عام 2022 والنصف الأول من العام الحالي 2023 تحقيق 23 اكتشاف نفط وغاز في الجزائر، في إنجازات تلقي الضوء على نشاط قطاع الطاقة الجزائري المتواصل في مختلف المجالات.
جاء الكشف عن هذه المعلومات خلال ندوة صحفية نظمتها شركة سوناطراك أمس الإثنين في مقر مديريتها العامة، بهدف عرض حصيلتها السنوية لعام 2022 وحصيلتها الأولية حتى شهر ماي 2023.
وقدّمت الشركة، خلال اللقاء، حصيلة مجمع سوناطراك من حيث أرقام الاستكشاف والإنتاج والتصدير. وذلك وفق بيان أصدرته الشركة في اليوم نفسه.
23 اكتشاف نفط وغاز في الجزائر
أظهرت الأرقام التي قدّمتها سوناطراك تحقيق 23 اكتشاف نفط وغاز في الجزائر، منها 15 اكتشافًا في عام 2022، بينها 3 اكتشافات بالشراكة، بالإضافة إلى 8 اكتشافات أخرى خلال 2023، وبالتحديد حتى نهاية ماي الماضي.
وفي تعليق لها حول هذه الاكتشافات، أكّدت سوناطراك أنها تُسهم في تجديد احتياطيات الجزائر من المحروقات، بالإضافة إلى تدعيم موقف سوناطراك ومكانتها في السوق الدولية للنفط والغاز، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة في بيان الشركة.
وفي الوقت الذي أظهرت فيه البيانات تسجيل معدل إنتاج من المحروقات في الجزائر قدره 189.6 مليون طن مكافئ نفط خلال 2022، فقد بلغت صادرات المحروقات 60 مليار دولار أمريكي في سنة 2022، ما سمح بتحقيق ناتج صافٍ قدره 10 مليارات دولار أمريكي، إذ بلغت قيمة الاستثمارات للعام نفسه 5.6 مليار دولار.
مشروعات جديدة.. ومستقبلية
كشفت ندوة سوناطراك عن أهم المشروعات المستلمة خلال 2022 التي دخلت حيز الإنتاج، وعلى رأسها منشآت استغلال النفط في حاسي بير ركايز، وجنوب بركين، وزملة العربي، ومركز الفصل، والضغط جنوب حاسي مسعود، وتقرت.
يأتي ذلك إضافة إلى منشآت استغلال الغاز ومنها المشروع المتكامل لتطوير الغاز بتينهرت نحو أوهانت، والخط الرابع لاستغلال غاز النفط المسال.
أما في مجال النقل عبر الأنابيب فقد كان من الإنجازات المسجّلة: مركز الإشراف على شبكة الأنابيب، وإعادة التأهيل الجزئي لخط OB1، وتسلم محطة الضغط التوربيني GR1/2/4/6 td ورقلة، وهي منشآت يعوّل عليها المجمع لزيادة الإنتاج والوفاء بالتزامات سوناطراك تجاه متعامليها.
وشهدت السنة المالية 2022 توقيع عقدي محروقات في ظل القانون 19-13 مع سينوبك في حقل زرزاتين، وشركة أوكسيدنتال بتروليوم، وإيني، وتوتال إنرجي في رقعتي 404 و208 في بركين.
وتطرقت الندوة إلى أهم المشروعات المستقبلية لشركة سوناطراك، ومنها مشروع التطوير المتسارع لاكتشافات الغاز في حاسي الرمل وأوهانت وضواحي إن أمناس، ومشروع البتروكيمياء لوحدة ميثيل بوتيل ثلاثي الإيثر.
زيادة الاستثمار في النفط والغاز
أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، في مؤتمر صحفي عقب الندوة، أن المجمع يؤمن بمستقبل الطاقتين النفطية والغازية، مشيرًا إلى ضرورة الاستثمار أكثر في هذا القطاع، من أجل الاستجابة إلى الطلب المتنامي المتوقع خلال العقود المقبلة.
وأوضح حكار أن “سوناطراك تؤمن جيدًا بمستقبل الغاز والنفط”، مؤكّدًا أنها ستواصل الاستثمار في الغاز الطبيعي، من أجل تلبية احتياجات البلاد وتطوير اقتصادها ومواصلة التصدير، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية اليوم الثلاثاء 11 يوليو تموز 2023.
وأضاف: “لقد وقفنا على نتائج سياسة الانتقال الطاقوي للشركات التي لم تحظَ بالدراسة والتقييم الجيدين، وقد انعكست تلك النتائج من خلال ارتفاع أسعار الغاز حتى قبل الأزمة الاوكرانية، وهي مستويات أسعار لم يسبق تسجيلها من قبل، وذلك بسبب غياب الاستثمارات”.
وذكّر الرئيس المدير العام لسوناطراك بالتصريحات الأخيرة للشركات النفطية العالمية، خاصةً تلك التي أدلى بها رؤساء كل من إكسون موبيل، وشركة النفط البريطانية (بي بي)، وتوتال إنرجي، والمجمع الإيطالي “إيني”، الذين أكدوا مستقبل الغاز الطبيعي بصفته “طاقة مهمة”.
وأضاف: “إننا نؤمن جيدًا بأن العالم بحاجة إلى هذه الطاقة النظيفة المتمثلة في الغاز”، مؤكّدًا أن “الشركة الوطنية مقتنعة بالانتقال الطاقوي، وبضرورة خفض البصمة الكربونية في الإنتاج لكن بصورة تدريجية”.
وتابع قائلًا: “أغلبية الدراسات التي أنجزتها المكاتب المتخصصة في هذا المجال أكدت دور النفط والغاز في المزيج الطاقوي”، مضيفًا أن إشكالية المناخ سيجري التكفل بها عبر الاستثمار في الطاقة الشمسية.
وأشار في هذا الخصوص، إلى إطلاق 5 مشروعات هي بصدد الإنجاز بالأموال الخاصة لسوناطراك، ومشروعات أخرى بالشراكة مع شركات دولية، من أجل تطوير إنتاج الكهرباء والطاقة المتجددة لفائدة مواقع الإنتاج.
تطوير الهيدروجين في الجزائر
تطرّق حكار، خلال حديثه، إلى تطوير الهيدروجين في الجزائر، مؤكدًا أن “هذه الطاقة الجديدة تتطلب مزيدًا من الدراسات المتقدمة والتحكم في التكنولوجيا ونموذج عمل”.
وأضاف: “يمكننا القول اليوم إننا في بداية هذه التكنولوجيا وهذه السوق، إذ يجب قبل تطويره، ضمان زبائن ومشترين وتحديد أي نوع من العقود يجب تبنيها (قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأمد)، وكذا الأسعار وطرق النقل”.
وأكّد أن جميع هذه المسائل بصدد الدراسة مع الشركاء في إطار مذكرات موقعة.
وأشار إلى أن سوناطراك تعمل -أيضًا- مع وزارة الطاقة والمناجم ومع الاتحاد الأوروبي، من أجل تطوير هذه الطاقة، وأن المرحلة الأولى من هذا المشروع تتمثّل في تحقيق خبرة وتجربة نموذجية لتجربة التقنيات والأعمال النموذجية قبل اتخاذ “كبريات القرارات المتعلقة بتطويره”.
