كشفت مصادر لبنانية عن «تدهور يدعو إلى القلق» في الوضع الصحي لهانيبال القذافي، نجل حاكم ليبيا الأسبق معمر القذافي، بسبب إضرابه عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي، احتجاجاً على توقيفه منذ 8 سنوات بتهمة كتم معلومات تتعلق بإخفاء رجل الدين الشيعي البارز السيد موسى الصدر في ليبيا عام 1978.
قال وزير الداخلية اللبناني -الخميس- إن هانيبال نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي يتلقى الرعاية الطبية في مستشفى بلبنان عقب إضرابه عن الطعام قبل أسبوعين احتجاجا على سجنه منذ 2015 من دون محاكمة.
وأضاف الوزير بسام مولوي إن هانيبال القذافي نُقل الأربعاء من مبنى قوات الأمن حيث كان محتجزا إلى المستشفى بعدما شعر أفراد أمن في المبنى بأن حالته تدهورت.
من جانبها، قالت ريم الدبري محامية نجل القذافي إن “حالته في تدهور مستمر وكل يوم بالنزول”، مضيفة أنه لا علاقة له باختفاء الصدر، ووصفته بأنه “رهينة سياسية لأغراض غير معلنة”، مشيرة إلى أنه “كان عمره سنتين” في وقت تلك الواقعة.
خطف من سوريا
يذكر أن هانيبال المتزوج من لبنانية والموقوف في لبنان منذ العام 2015، خطف من قبل مسلحين لبنانيين من سوريا، حيث كان يقيم كلاجئ سياسي منذ الإطاحة بحكم والده من قبل الثوار، مطالبين بمعلومات حول مصير رجل الدين الشيعي الشهير الذي فقد في ليبيا عام 1978، أي قبل 45 عاما.
ويوّجه القضاء اللبناني إلى نجل معمر القذافي تهمة “كتم معلومات تتعلق بمصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين فُقدوا في العاصمة الليبية طرابلس عام 1978، إثر وصولهم بدعوة من معمر القذافي، والاشتراك في جريمة إخفائهم”.
ودأب الشيعة في لبنان على تحميل حكومة القذافي -التي أطيح بها في 2011- المسؤولية عن اختفاء الصدر، قائلين إن ليبيا اختطفته خلال الرحلة.
وأسس الصدر حركة أمل الشيعية التي تهيمن مع جماعة حزب الله على السياسات الخاصة بالشيعة في لبنان، ويترأسها رئيس البرلمان نبيه بري منذ عام 1980.
“توقيفا تعسفيا وسياسيا”
واحتجاجا على استمرار احتجازه منذ 2015، أعلن هانيبال القذافي في 10 جوان الجاري، دخوله في إضراب عن الطعام في مقرّ احتجازه، احتجاجا على ما يعتبره “توقيفا تعسفيا وسياسيا” وتنديدا بالمماطلة في حسم قضيته ولتعرّضه للظلم، على خلفية اتهامه بالتورط في خطف السيد موسى الصدر عام 1978 في العاصمة طرابلس.
وقال القذافي في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لموّكله بول رومانوس، نشرته وسال إعلام لبنانية: “بعد تمادي البطش بحقي دون أي حسيب وصم آذان المؤتمنين بالحفاظ على حقوق الإنسان ورمي شرعيتها في مهب الريح، أعلنت إضرابي على الطعام وأحمل كل النتائج وكامل المسؤوليات للضالعين بتمادي الظلم بحقي آن الأوان لتحرير القانون من يد السياسيين”.
وطالب ابن الزعيم الراحل معمر القذافي بالإفراج عنه من سجون لبنان، قائلا: “أمام الظلم والإجحاف المتماديين بحقي، آن الأوان للإفراج عني بعد مرور أكثر من 10 سنوات بالسجن إثر اعتقالي والادعاء ضدي بتهمة لم أقترفها، كيف يعقل في بلد القانون والحريات أن يتم صرف النظر عن التعدي الصارخ على شرعية حقوق الإنسان وهو الذي شارك بصياغتها؟ كيف يُعقل أن يترك معتقل سياسي من دون محاكمة عادلة طوال هذه السنوات؟”.
وفي التحقيقات، تمّسك نجل القذافي ببراءته من قضية اختفاء موسى الصدر في بلاده، ويقول إنه لا يملك أيّة معلومات لأنّ الحادثة حصلت عندما كان طفلا يبلغ من العمر عامين، وأن اختفاءه لا يعلمه إلا شقيقه الأكبر سيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء الأسبق عبدالسلام جلود، إلى جانب قريب والده أحمد قذاف الدم المقيم في القاهرة ووزير الخارجية الأسبق موسى كوسا.
سيف القذافي: وضع أخي هانيبال المحتجز في لبنان خطير جداً
وكان قد أكد سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أن الوضع الصحي لأخيه هانيبال المحتجز في لبنان منذ سنوات خطير جداً، خصوصاً أنه يعاني من عدة أمراض وبحاجة إلى الرعاية الصحية، وقد توقف عن أخذ الدواء احتجاجاً على احتجازه.
وشدد القذافي في تصريح صحفي، على أن احتجاز أخيه غير قانوني ولا إنساني، لاسيما أنه معتقل دون محاكمة ودن وجه حق.
كما استغرب اتهامه بكتم وإخفاء معلومات تتعلق بمصير الإمام موسى الصدر، رجل الدين اللبناني، في حين كان عمره وقت اختفاء الصدر سنة واحدة فقط.
ولا يزال ملف نجل القذافي دون تسوية قضائية، رغم محاولة عدة أطراف ليبية بالتدخلّ من أجل الإفراج عنه ورغم المفاوضات التي تمت بين فريق دفاعه واللجنة المكلّفة بقضيّة الصدر.
وفي السياق ذاته، تواجه حكومة عبدالحميد الدبيبة ضغوطا من طرف أنصار وقبائل النظام السابق للتدخل لدى القضاء اللبناني من أجل إطلاق سراح هانيبال القذافي.