مقتل 4 اشخاص أثناء لقاء سري بين عناصر من المخابرات الإيطالية والموساد.. ما القصة ؟
لقي 4 أشخاص حتفهم، في وقت متأخر من يوم الأحد، بعد غرق قارب سياحي في بحيرة ماجوري بليسانزا، وهي قرية صغيرة في سيستو كاليندي الإيطالية، بسبب سوء الأحوال الجوية في منطقة فيربانو.
وبحسب صحيفة “Varese News” الإيطالية، فإن القتلى رجلان وامرأتان، وهم الإسرائيلية شيموني إيرز، 53 عاما، وتعمل في أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولاوديو ألونزي، 62 عاما، وتيزيانا بارنوبي، 53 عاما، وهما موظفان عموميان في قطاع المخابرات الإيطالي، وزوجة ربان القارب الروسية آنا بوزكوفا، 50 عاما.
وقالت الصحيفة إنه تم إنقاذ الـ 21 شخصا الآخرين، وتقديم الإسعافات الأولية لبعضهم على الفور، فيما نقل آخرون إلى المستشفى في فاريسوتو.
وانقلب القارب الذي يبلغ طوله 16 مترًا مساء الأحد قبالة ليسانزا في الطرف الجنوبي من البحيرة حين هبت عاصفة فجأة. وقال الناطق باسم عناصر الإطفاء لوكا كاري لوكالة فرانس برس “عُثر على جثث أربعة أشخاص”. وبين الضحايا مواطن إسرائيلي “خمسيني”، وفق وزارة الخارجية الإسرائيلية دون الكشف عن هويته لماضيه الأمني بحسب المصادر العبرية.
وتحدّث رئيس منطقة لومبارديا أتيليو فونتانا مساء الأحد عن “حادث خطير جدًا” نجم عن “زوبعة”. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن نحو 20 ناجيًا من الركاب انتشلتهم قوارب أخرى أو تمكنوا من السباحة إلى الشاطئ.
وقع الحادث حوالي الساعة مساء. وقال أحد السكان المحليين للصحفيين: “في الواقع ، كان يوما جميلا، لكننا رأينا أن عاصفة رعدية كبيرة كانت قادمة من ميلانو.” وكان المحتفلون بعيد الميلاد على متن القارب المستأجَر على بعد حوالي 150 مترًا من الشاطئ، لكن رياحا عاتية وأمطار محلية قوية أدت إلى انقلاب القارب.
وأظهر مقطع فيديو صوره عناصر الإطفاء مروحية بحث تحلق فوق مياه هائجة تطفو عليها كراس وبقايا.
بحيرة ماجوري الواقعة في جنوب جبال الألب، هي ثاني أكبر بحيرة في إيطاليا وتُعدّ وجهة سياحية شهيرة.
حفل عيد ميلاد أم اجتماع سري ؟
كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية -مساء الثلاثاء- النقاب عن كواليس حادثة انقلاب قارب سياحي في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، حيث اجتمع على متن القارب مجموعة من عملاء الاستخبارات من إيطاليا والموساد الإسرائيلي.
وبحسب موقع الصحيفة الإسرائيلية، فإن ضباط المخابرات الإيطاليين والإسرائيليين حضروا اجتماعات سرية في إقليم لومباردي، تبادلوا خلالها معلومات ووثائق سرية. وبسبب طول الاجتماعات، تأخر الإسرائيليون عن موعد رحلة الطيران، وقرروا تمديد إقامتهم وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنطقة.
ويبدو أن أحد ضباط الاستخبارات الحاضرين في الاجتماعات يعرف القبطان، وعرض عليه الإبحار بيخته للاحتفال بعيد ميلاد أحد ضباط المخابرات.
وأظهر التحقيق في القضية أن القبطان تجاهل التنبؤات الجوية التي نبّهت إلى أن البحر كان هائجا والرياح يمكن أن تصل سرعتها إلى 100 كلم في الساعة، لدرجة أنه تمّ تأجيل الرحلات الجوية في المنطقة.
كما يشتبه في أن القبطان -الذي فقد شريكته في كارثة انقلاب اليخت السياحي- وضع 23 راكبا على قاربه الذي يبلغ طوله 15 مترا فقط، رغم ولا تتعدى سعته 15 شخصا.
ووفقا لمعاريف، فقد بدا الأمر وكأنه حادث روتيني، لكن الغموض المحيط بهوية الضحية الإسرائيلية والأحداث التي أعقبت حادث انقلاب القارب السياحي، أثار الكثير من التساؤلات.
من جانبها، أفادت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية، بأن اجتماع الركاب على متن اليخت السياحي الذي نشر في البداية بأنه “حفلة عيد ميلاد”، كان لقاءً سريا بين وكلاء استخبارات إيطاليين وإسرائيليين.
وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” أنه كان على متن اليخت 25 عميلا من جهاز الاستخبارات الإيطالي وجهاز الموساد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن تل أبيب أعادت -ضمن عملية سرية- 10 عملاء استخبارات من الموساد كانوا مشاركين في الاجتماع، على متن طائرة عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي.
وأعلنت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، أنه من بين الناجين، عشرة عناصر من المخابرات الإسرائيلية تم نقلهم على الفور إلى تل أبيب على متن طائرة عسكرية.
وأضافت أنه تم إجلاء عناصر المخابرات الإيطالية أيضا من المنطقة حتى لا يتركوا أي أثر.
وذكر موقع عبري، أنه لن يتم نشر هوية الضابط الإسرائيلي الذي لقي حتفه في الحادث بسبب ماضيه الأمني.
وأشار إلى أنه كان عبقريًا في مجاله، وأن من حوله لا يدركون سوى القليل جدًا عن حياته المخابراتية.