الأخبارالاقتصاد

تقرير: أكثر من 129 ألف شركة إسبانية متضررة من حظر الجزائر التجارة مع مدريد

كشف تقرير لصحيفة إسبانية، أن أكثر من 129 ألف شركة إسبانية قد تضررت من حظر الجزائر للتجارة مع مدريد بعد موقف حكومة مدريد من قضية الصحراء الغربية، ما أنتج عجزا تجاري تاريخي بين البلدين لصالح الجزائر وصل لأكثر من 06 مليار يورو.

وجاء في تقرير صحيفة “ABC” الإسبانية، أن أكثر من 129 ألف و570 شركة إسبانية أوقفت علاقاتها التجارية مع الجزائر، مقابل 222 ألف و603 شركة كانت أبرمت صفقات تجارية مع الجزائر في العام 2021، وهذا جراء الخطوة الأحادية والفردية لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز لدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل لقضية الصحراء الغربية.

وأضاف التقرير أن هذا الحظر التجاري أدى إلى “انخفاض حجم الصادرات بين البلدين، مسجلا عجز تاريخي لصالح الجزائر بأزيد من 6.5 مليار يورو”.

ووفق بيانات حديثة لمعهد التجارة الخارجية الإسبانية “ICEX”، فإن مبيعات إسبانيا إلى الجزائر تراجعت بنحو 93 بالمئة في ديسمبر المنصرم، مشيرة إلى أن معدل التصدير في الشهر الواحد ما بين جوان وديسمبر بلغ 10.8 مليون يورو فقط، مقابل معدل بلغ 169 مليون يورو ما بين يناير وماي من 2022.

ومن تبعات موقف رئيس الوزراء الإسباني سانشيز حول الصحراء الغربية، فقد أوقف 8934 مصدر إسباني نشاطهم بالجزائر بشكل نهائي في العام 2022، وفق بيانات المعد ذاته. مشيرا إلى أن هؤلاء المصدرين كان لهم “نشاط منتظم في الجزائر” وألقت الأزمة أيضا بظلالها على عجز الميزان التجاري، الذي سجل اختلالا تاريخيا وغير مسبوق لفائدة الجزائر، من منطلق استمرار تدفق الصادرات الجزائرية (غاز وبترول ومشتقاته) إلى إسبانيا، وتوقف شبه كلي لمبيعاتها في الاتجاه المعاكس.

وفي ذات السياق فإن الجزائر هي المورد الأول بالغاز للسوق الإسبانية، فضلا عن ارتفاع لافت في مبيعاتها للنفط إلى مدريد منذ العام المنصرم، رغم أنه كان إلى وقت قريب لا يحظى باهتمامها، وحلت في الصف الثامن من حيث موردي الذهب الأسود لهذا البلد الأوربي خلال شهر فيفري المنصرم ، بحصة من السوق قاربت 6 بالمئة.

وتشير بيانات المعهد إلى أن العجز التجاري الثنائي مع الجزائر سجل رقما غير مسبوق بـ6 مليار و575 مليون يورو لصالح الجزائر طبعا.

وحسب المصدر ذاته، فإن الشركات المتضررة من هذه الوضعية تبحث عن طرق للحصول على دعم مالي من الحكومة، مشيرة إلى أن الشركة الإسبانية لتأمين الصادرات (CESCE) أتاحت خطا خاصا من الدعم لأصحاب المشاريع، “بما في ذلك الشركات التي تأثرت ميزانيتها العمومية سلبًا بسبب النزاع مع الجزائر، والتي ستتمتع بمعاملة خاصة من حيث الأولوية لدراستها”.

ويعود لب الأزمة إلى التغير الدبلوماسي المفاجئ في منتصف شهر مارس 2022 عندما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعم خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لتسوية ملف الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة المتنازع عليها بين الرباط وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.

ردا على هذا التحول في موقف مدريد المحايد تقليديا، علقت الجزائر في 8 جوان معاهدة الصداقة والتعاون المبرمة عام 2002 مع إسبانيا، قبل تقييد المعاملات التجارية معها وتجميد العمليات المصرفية ما أثر بشدة على التجارة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى