فتحي غراس: الاستبداد بحاجة إلى الاستقواء بالعنف
الاستبداد بحاجة إلى الاستقواء بالعنف، لأنه لا يجد غير العنف لضبط الجماهير الغير راضية بحكمه. الاستبداد يسطو على مؤسسات الدولة ويفرغها من وظيفتها العمومية ويحولها إلى شركات ذات أسهم في أيادي أفراد الطغمة المستبدة لإنتاج فائض سلطة وقوة تتعامل مع الشعب كتابع تارة أو كخصم أو حتى كعدو تارة أخرى.
في الجزائر وصلت الوقاحة بالعصابة الحاكمة إلى تحويل الجيش الوطني الشعبي إلى جهاز سياسي خادم لمصالح الطغمة الحاكمة. والا كيف نفسر سلوك قيادات الأركان وانتهاكهم السافر لمبادئ الجمهورية وتحويل مناصبهم إلى منابر سياسية لخدمة أجندات معادية للخيار الشعبي الديمقراطي في الحراك. كيف نفسر تحويل مجلة الجيش إلى أداة للدعاية لصالح الاستبداد بلغة تستعدي المطالب المشروعة للشعب الجزائري؟
العصابة الحاكمة والمستحوذة على مؤسسات الدولة بما فيها الجيش خطر على الجمهورية وعقبة كأداء في وجه المطالب الديمقراطية للشعب الجزائري. الجزائر أكبر من أن تختزل في رغبات تبون أو شنڨريحة أو الڨايد صالح أو بوتفليقة التسلطية.
الجزائر دولة وأمة وليست قطعة أرض موزعة بين ملاك مشروعهم الوحيد الجشع وحب التملك حتى إن كان الثمن وضع البلاد على حافة الانهيار أو في خط التبعية للخارج.
الكل منا يتذكر اجتماع قائد الأركان السابق مع الرئيس السابق المخلوع في مؤسسة استشفائية عسكرية للدولة الفرنسية عندما كان تبون وزيرا للرئيس المخلوع وشنڨريخة تحت إمرة قيادة الأركان ، الكل منا يتذكر طرد جنرال جزائري من مؤسسة استشفائية سويسرية زمن استفحال جائحة الكورونا والتبهديلة التي مست صورة الجزائر آنذاك، الكل منا يتذكر فرار نزار خالد الجنرال المتقاعد إلى دولة أجنبية تنتمي إلى الحلف الأطلسي حتى يحمي نفسه من جنرال أخر وضع نفسه في موقع الآمر الناهي، مع العلم أن هذا الجنرال المتقاعد قدم في الماضي القريب جدا ، رسالة خضوع إلى المخزن المغربي بتبنيه الطرح المغربي الفرنسي في قضية الصحراء الغربية .
هذا غيض من فيض للكوارث التي مرت على الشعب الجزائري من قبل من ضيع بوصلة الوطنية وكاد أن يضيع الوطن لولا يقظة شعب غدته ذاكرة الثورة وجراحات الماضي القريب.
فتحي غراس، المنسق الوطني لحزب الأمدياس