الأخبار

تسريح البروفيسور مزياني بشير بجامعة بجاية .. نقابة “الساس” توضح في بيان

يهدف هذا البيان الصادر من المجلس النقابي “ساس” لجامعة بجاية إلى تنوير الزملاء حول التسريح التعسفي الذي تعرّض له البروفيسور مزياني بشير من قسم الفيزياء، ووضع حد للإشعاعات التي تنشرها بعض الجهات، والذي تمّ إعداده بناء على ما صرّح به الطرفان في تقاريرهما.

تقرير رئيس المجلس البيداغوجي ماستر 1 تخصص “ديناميك السوائل والطاقة”

أشار رئيس المجلس البيداغوجي لتخصص ديناميك السوائل والطاقة في التقرير الذي أعدّه وأودعه بتاريخ 15 نوفمبر 2022 بأنّ الأستاذ مزياني بشير ارتكب مجموعة من التجاوزات تتمثّل فيما يلي:

1- قيامه بالإشارة إليه بالأصبع والقول له ” ماذا تفعل هنا، ليس لك مكان في الاجتماع”، وهو التساؤل الذي كيّفه رئيس الجامعة على أنّه عنف، سب، شتم وإهانة!

بالفعل فرئيس اجتماع المجلس البيداغوجي ماستر1 ديناميك السوائل والطاقة لم يكن له مكان في الاجتماع المذكور، لأنه وفق لدليل ل م د (تقنين) لسنة 2011 والساري المفعول (أنظر 2.5 صفحة 19)، تتم رئاسة المجلس البيداغوجي للتخصّص من طرف رئيس الشعبة أو مسؤول التخصّص، في حين أنّ رئيس المجلس البيداغوجي ليس مسؤول الشعبة ولا مسؤول تخصّص ديناميك السوائل والطاقة. تبيّن بوضوح من خلال تقرير مدير الجامعة والاستدعاء إلى اللّجنة المتساوية الأعضاء وكذا موقع الجامعة بأنّ رئيس المجلس البيداغوجي هو مسؤول تخصّص فيزياء المواد النظرية، لذلك لم يحدد رئيس القسم ورئيس المجلس البيداغوجي في تقريرهما اسم التخصص (ماستر) الذي يشرف عليه هذا الأخير!

إذن فرئيس المجلس البيداغوجي ليس له حق حضور اجتماع هذا الأخير لا بصفة عضو لأنّه لا يدرّس في التخصص ولا بصفة رئيس، حتى في المجلس البيداغوجي للمادة أو الوحدة فرئيس المجلس البيداغوجي يعيّن من طرف نظراءه (الأساتذة) من بين الأساتذة الذين يدرّسون في التخصّص أو التكوين المعني (أنظر المواد من 61 إلى 63 من التنظيم المتعلّق بالدّراسة).

بالإضافة إلى ذلك لا يمكن لرئيس المجلس البيداغوجي أن يكون مسؤول رسمي أو فعلي لتخصّص أخر بحكم أن القانون الأساسي للأستاذ الباحث ينص، في أحكامه المتعلّقة بالمناصب العليا، على “مسؤول التخصّص” وليس على “مسؤول التخصّصات”، كما أنّ المراسلة الوزارية رقم 1028 المؤرّخة في 23 سبتمبر 2022 ورأي المديرية العامة للوظيفة العمومية المؤرّخ في 4 أوت 2016 يمنعان الجمع بين المناصب العليا (مسؤول التخصّص هو منصب عالي).

أمّا عن باقي ما يسمّيه رئيس المجلس البيداغوجي بالتجاوزات تعني مسؤولي الجامعة والطّلبة وهي كالتالي:

2- الوقوف ومواصلة سبّه وجميع المسؤولين الإداريين والبيداغوجيين، باتّهام قسم الفيزياء بالقيام بكل شيئ لغلق تخصّصه ” المتمثل في “تخصص ديناميك السوائل والطاقة”. ينبغي الإشارة هنا إلى أنّ:

– لم يتحدّث رئيس المجلس البيداغوجي عن السبّ في تقريره، فكيف يتحدّث عن مواصلة السّب؟

– لا يمكن السّب عن طريق الاتهام (السبّ شيئ والاتهام شيئ أخر)

– القول بأنّ “قسم الفيزياء قام بكل شيئ لغلق تخصّص ديناميك السوائل والطاقة” ليس إتّهام وإنّما شكوى (تأنيب) يمكن للإدارة الرّد عليها بالحجّة

للإجابة على هذه المؤاخذة يوضّح زميلنا الأستاذ مزياني بشير بأنّ تهميش تخصّص “ديناميك السوائل والطاقة” يظهر جليّا خاصة من خلال رفض تعيين مسؤول لهذا التخصّص، رفض فتح مناصب الدكتوراه منذ سنة 2020-2021، بالرّغم من أنه التخصّص (الماستر) الوحيد المفتوح للتدريس في سنة 2022-2023 والذي لم يسبق له وأن توقف منذ إنشاءه، عكس تخصّص فيزياء المواد النظرية الذي لم يلتحق به الطلبة منذ سنة 2021-2022. بالمقابل تمّ فتح 08 مناصب دكتوراه لتخصّص “فيزياء المواد” (التخصص الذي يتدخّل فيه رئيس القسم ونائبه ورئيس المجلس البيداغوجي المشار إليه) الذي لم يفتح خلال السنة الجامعية 2022-2023! ويضيف بأنّه من مجموع 36 منصب دكتوراه للتخصصّات الثلاثة للقسم، عادت فقط 05 مناصب لتخصّص “ديناميك السوائل والطاقة”!

3- القول بأنه لا أحّد في مكانه في هذه الجامعة: لا رئيس القسم ولا نائبه ولا المسؤولين البيداغوجيين ولا عميد الكلية ولا رئيس الجامعة.

يشير مدير الجامعة في تقريره بأنّ زميلنا الأستاذ مزياني بشير يريد القول هنا بأنّ مسؤولي الجامعة ليسوا في مستوى مسؤوليتهم. يتعلّق الأمر إذن بمجرّد وجهة نظر عن مصدر التردّي الذي تعيشه الجامعة، وأحسن دليل على ذلك الشغور الفعلي لمنصب مدير الجامعة والوضعية غير القانونية لرئيس المجلس البيداغوجي المشار إليه.

4- القول للطلبة بأنّ “المواد المتحصّل عليها غير مستحقّة بسبب غياب الكفاءة في تأطير التكوين في الليسانس”

عارض الأستاذ بشير مزياني النقاط المتحصّل عليها بعد أن عاين، بصفته مكلّف بالدّروس، بأنّ الطلبة يجدون صعوبات كبيرة في الاستيعاب بسبب افتقارهم للمعارف المسبقة في التخصّص والتي تسمح لهم بمتابعة دروس ماستر1 “ديناميك السوائل والطاقة”، وهذا ما جعله يتساءل أثناء الاجتماع عمّا تمّ تدريسه في الليسانس لهؤلاء الطلبة لتحديد مصدر المشكل. تجدر الإشارة هنا إلى أن المجلس البيداغوجي هو الفضاء الرّحب لتقديم وجهات النظر وانتقادات حول التسيير البيداغوجي.

تقرير رئيس قسم الفيزياء

بعد أن تلقّى تقرير رئيس المجلس البيداغوجي ماستر1 “ديناميك السوائل والطاقة” بتاريخ 15 نوفمبر 2022، قام رئيس القسم في نفس اليوم (15 نوفمبر 2022) بإعداد وإيداع تقريره لدى عميد الكلية، دون السماح لزميلنا الأستاذ مزياني بشير بممارسة حق الرّد على مزاعم رئيس المجلس البيداغوجي (لم يوجّه له أي استفسار). أكثر من ذلك أشار في تقريره إلى أنّ زميلنا يستحقّ العقوبة، وهو ما يبين بداية انحياز الإدارة. من خلال تقريره وبالإضافة إلى مزاعم رئيس المجلس البيداغوجي، أسند رئيس القسم لزميلنا مزياني تجاوزات أخرى تعود لسنوات 2019، 2020 و2021 وهي الأفعال التي استبعدها رئيس الجامعة في تقريره (بالرّغم من استبعاد هذه الأفعال، فالأستاذ مزياني بشير أصرّ على عقد جلسة للرّد عليها بالوثائق الرّسمية).

بتاريخ 13 ديسمبر 2022، قام رئيس القسم بإيداع تقرير لدى عميد الكلية يذكر فيه بأنّ “السيّد مزياني بشير، بالرّغم من قرار توقيفه عن العمل، تقدّم إلى الجناح البيداغوجي و ربّما حاول التأثير على الطّلبة لمساندته…” ! (كل عبارات التقارير مبنية على الشّك).

تقرير عميد الكلية

قام عميد الكلية بدوره بإعداد تقرير بتاريخ 20 نوفمبر 2022، أي بعد 5 أيام من تلقيه تقرير رئيس القسم، ولم يودعه لدى رئيس الجامعة إلاّ بتاريخ 04 ديسمبر 2022، أي بعد 15 يوم من الإمضاء عليه! وهو ما يعبّرعن تردّد العميد والذي تأكّده العبارات المستعملة في تقريره، منها على سبيل المثال قوله ” بالرّجوع إلى تقارير رئيس المجلس البيداغوجي ورئيس القسم يبدو أنّ السّيد مزياني بشير أظهر خلال هذا الاجتماع سلوك عنيف…” يُعتقد أنّ السّيد مزياني بشير قام سابقا بخلق اضطراب بمناسبة مسابقة دكتوراه في 2019!”. خلال كل هذه المدّة الطويلة من التردّد وبدلا من مطالبة الأستاذ مزياني بتقديمه توضيحات لإزالة شكّه المعبّر عنه بوضوح في تقريره، قام عميد الكلية تلقائيا بمطالبة مدير الجامعة باتّخاذ التدابير التي يراها مناسبة” ضد الأستاذ مزياني!

نضيف هنا بأنّ عميد الكلية أدرج في الملف التأديبي لزميلنا الأستاذ مزياني بشير تقرير مؤرخ في 28 أفريل 2021 يعاتب فيه رئيس القسم الأستاذة مزياني (زوجة الأستاذ مزياني بشير) لرفضها تعويض الدروس بعد عودتها من عطلتها المرضية لثلاثة (03) أشهر (العطلة المرضية حق ولا يسمح مطالبة المستفيد منها تعويض مهامه”، إذ بدل أن يستخلفها بأستاذ أخر خلال كل هذه المدّة، فضّل انتظار عودتها، وهو ما تسبّب في تأخر سير الدّروس!

تقرير مدير الجامعة

مرّة أخرى ودون أخذ عناء طلب توضيحات من زميلنا الأستاذ مزياني بشير، قام رئيس الجامعة تلقائيا بإعداد تقرير (يطلب فيه من اللجنة المتساوية الأعضاء الموافقة على عقوبة التسريح) ومباشرة الإجراءات التأديبية وهذا في اليوم ذاته الذي تلقّى فيه تقرير عميد الكلّية، في حين أن الأمر 06-03 المتضمّن القانون الأساسي للوظيفة العمومية يخوّل له مدّة 45 يوم لدراسة الملف وإخطار اللّجنة المتساوية الأعضاء. تسرّع مدير الجامعة في إخطار اللّجنة المتساوية الأعضاء لا يدع أيّ مجال للشك حول وجود إرادة واضحة لمعاقبة زميلنا.

يشير مدير الجامعة في تقريره بأنّه “وفقا لتقرير مسؤول تخصّص ماستر1 فيزياء المواد النظرية (رئيس المجلس البيداغوجي “ديناميك السوائل والطاقة”)، إرتكب الأستاذ مزياني بشير خلال الاجتماع البيداغوجي لتخصّص ماستر1 “ديناميك السوائل والطاقة” المنعقد بتاريخ 10 نوفمبر 2022 أخطاء من الدرجة الرابعة (04) تتمثل في:

1- “العنف، السب، الشتم والإهانة ضد رئيس الجلسة خلال اجتماع المجلس البيداغوجي لتخصّص ماستر1 “ديناميك السوائل والطاقة” “، بالقول لهذا الأخير بأنه” ليس له مكان في الاجتماع”!

2- “اتهام المسؤولين البيداغوجيين والمسؤولين الإداريين على مستوى الجامعة بالقول بأنّهم ليسوا في مستوى المسؤولية التي يمارسونها”

3- “عدم احترام الطلبة الحاضرين في الاجتماع بتوجيه لهم عبارات وألفاظ تؤدّي إلى إضعاف معنوياتهم والمتمثّلة في عدم استحقاقهم لمتابعة التكوين في الماستر 1”

حسب تقرير مدير الجامعة، فإنّ هذه الأخطاء تمسّ بالسّمعة والكرامة الشّخصية لمسؤولي الجامعة، كما تسيئ لمعنويات المستخدمين العاملين في الكلية! (تمّ عرض ردّ زميلنا لهذه النقطة من خلال ردّه على تقرير رئيس المجلس البيداغوجي في الصفحة 2).

وفي مغالطة أخرى، يشير مدير الجامعة في نفس القرير إلى أنّ زميلنا الأستاذ مزياني بشير له سوابق تأديبية، في حين أنّه لم يسبق وأن قامت الإدارة بتوقيع عقوبة تأديبية عليه منذ توظيفه سنة 1998، تمّ التأكيد على هذا الانحياز الواضح للإدارة من خلال الاستدعاء الإنتقائي للشهود، إذ لم تستدعي الإدارة أي من الأستاذين الحاضرين خلال الاجتماع البيداغوجي، بالرّغم من أن الأستاذ مزياني ذكرهم في تقريره (حضروا يوم انعقاد المجلس التأديبي بناءا على طلب الأستاذ مزياني بشير)، فالإدارة اكتفت باستدعاء الطلبة الثلاثة (03).

أثناء اجتماع المجلس التأديبي صرّح الشاهد الأول (أستاذ) بأنّ الأستاذ مزياني بشير لم يسب أحد خلال الاجتماع البيداغوجي، وهو ما تأكده عبارات تقرير رئيس المجلس البيداغوجي المذكور، أمّا عن الشاهد الثاني (أستاذ) فقد اضطرّ لمغادرة قاعة الانتظار لأسباب صحّية بعد طول انتظار دام أكثر من نصف يوم، وقد ذكر الأستاذ مزياني هذا الأخير أثناء الاجتماع لكن رئيس الجلسة الذي هو رئيس الجامعة ذاته لم يولي أي اهتمام لطلبه. لكن في المقابل أخذت الإدارة عناء استدعاء مسؤولين سابقين في الكلية (2019-2020) للإدلاء بشهاداتهم حول أفعال استبعدت من طرف مدير الجامعة وليس لها أي علاقة بالملف التأديبي للأستاذ مزياني.

أكثر من ذلك رفضت أمينة (secrétaire) مديرية الجامعة تسليم وصل استلام وثيقة أراد الأستاذ مزياني إيداعها (تتعلّق بملفه التأديبي) بحجّة أنّها تلقّت تعليمة من مدير الجامعة، و هذا بحضور عضوين من المجلس النقابي، إلى هذا ينبغي الإشارة إلى أنّ زميلنا امتثل أمام لجنة متساوية الأعضاء “ليست متساوية الأعضاء” بحكم استقالة جماعية للممثلين الدائمين للأساتذة ووجود في تشكيلتها مسؤولين إداريين بصفة ممثل للأساتذة، ويختمها مدير الجامعة باستفزاز بالإشارة في محضر التبليغ بأنّ ” له الشرف بأن يعلم الأستاذ مزياني بقرار تسريحه عن العمل”.

خلاصة: ما نسب إلى زميلنا لا يشكّل خطأ ولا جريمة، فالأستاذ مزياني لم يقم إلاّ بالتّعبير عن وجهة نظره وتقديم انتقاد حول التسيير البيداغوجي والإداري في الجامعة.

لهذه الأسباب نطالب بإلغاء قرار تسريح زميلنا الأستاذ مزياني بشير وإعادة الاعتبار له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى