لتكن سنة 2021 انطلاقة أخرى للنضال الجماعي
بقلم سمير لرابي
من البديهي أن عام 2020 من أحلك السنوات التي عاشتها الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، أحلك بتداعياتها على المستوى الصحي، الإقتصادي و السياسي. الملايين من الناس أصيبوا بالكوفيد 19، مئات الآلاف توفيوا، اقتصاديات تحطمت، وقمع رهيب سلط على الشعوب باسم الحالة الاستثنائية الصحية.
الجائحة كانت فرصة للأنظمة للحد من حركاتها الاجتماعية المتصاعدة، سواء في البلدان المتقدمة أو العالم الثالث.
الملايين من العمال والعاملات فقدوا مناصب عملهم و تم إعادة النظر في مكاسبهم من حماية اجتماعية و رعايه صحية والحق النقابي.
الجائحة بينت للعالم بأكمله هشاشة المنظومات الصحية والاقتصادية التي اعتمدت على النهج اللبيرالي، مثل ما هو الحال في أمريكا، أوروبا وفي بلداننا المتخلفة اقتصاديا.
لقد رأينا بأم أعيننا أنانية الحكومات التي سرقت كمامات بلدان أخرى، كيف أوروبا لم تساند إيطاليا، كيف الشعوب تُركت لحالها دون مساعدة اقتصادية وصحية لائقة.
في بلدنا رأينا و عشنا كيف الدولة لم تستطع توفير حتى الكمامات ووسائل الوقاية وتجنيد مقدراتنا للحد من الجائحة، حتى قرارات الحكومة لفائدة العمال في عز الجائحة لم تطبق بحذافيرها في جزء من القطاع العام ولم تحترم بتاتا في القطاع الخاص، و كأننا في جمهوريات قطاعية مستقلة.
رأينا كيف منظوماتنا الصحية كُسرت ولم تستطع التحكم في الوضع واعتماد سياسة وقاية محكمة، وكيف الموارد البشرية لم تستطيع تحمل الوضع بسبب نقص الإمكانيات والنقص الفادح في مستخدمي السلك الطبي، بحيث الحكومة اللبرالية لم تعوض حتى عدد الذين ذهبوا نحو التقاعد والتقاعد المسبق. و حتى الآن لم يتم تعويضهم و تعويض مستخدمي التربية و قطاعات خدماتية أخرى ، باسم التقشف الذي أصبح هيكليا. فكيف يعقل للحكومة ان تتفاوض مع القطاع الخاص في مجال الكشوفات و عتاد المستشفيات لا يستغل ، وفي المقابل ندفع ال PCR بسعر يقترب من الحد الأدنى للأجر الوطني المظمون.
الحرب الاجتماعية
الجائحة كانت فرصة السلطة للانقضاض على الحراك الشعبي وإعتقال الآلاف من الناشطين ومتابعتهم قضائياً وحتى سجنهم لأسباب واهية. الوباء كان فرصة لتجريم العمل السياسي وإعادة النظر في جميع مكتسباتنا الديموقراطية، من حق في التجمهر والتنظيم وحرية التعبير.
هذه الهجمة لم يسلم منها و لا أحد، وحتى العمال نالوا نصيبهم من القمع مثل عمال Numilog و ENIEM و ETRHB و عمال التربية بالمسيلة …الخ.
إنها حرب اجتماعية وسياسية على الطبقات المستضعفة لفائدة الطبقات الثرية والمتحالفة مع النظام. إن تعامل السلطة مع الحركات الاحتجاجية العمالية دليل على استمرارية التحالفات السابقة.
خير دليل على ذالك قضية Numilog التابعة لمجمع سيفيتال. مجمع يرفض الحق النقابي للعمال ويسرح العمال تعسفيا و يرفض تطبيق قرارات العدالة. كل هذا يحدث أمام أعين وصمت الرهيب للإعلام الوطني والسلطات الساهرة على تطبيق قوانين الجمهورية.
لتكن سنة 2021 سنة للنظالات
أمام الهجمات المتكررة والممنهجة على مكاسبنا الديموقراطية والاجتماعية يبقى النضال السبيل الوحيد للرد على الهجمات الشرسة للسلطة والباترونا. النضال ببناء تنظيماتنا الشعبية والعمالية وكل المضطهدين في إطار مطالب ديموقراطية واجتماعية لفائدة عموم الكادحين والمقهورين.
إن توحيد نضالاتنا يبقي السبيل الوحيد لخلق ميزان قوى متجانس داخل المجتمع. إن تنمر السلطة و الباترونا أتى من تشتت قوانا و صفوفنا لأسباب لا تخدم مصالحنا الموضوعية. راهاننا اليوم واضح المعالم، لخلق الوسائل والمبادرات اللازمة من أجل المضي قدما إلى الأمام و بخطى ثابتة.